فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ} (42)

ثم وصفه بأنه حق لا سبيل للباطل إليه بوجه من الوجوه فقال :{ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ } قال الزجاج معناه أنه محفوظ من أن ينقص منه فيأتيه الباطل من بين يديه ، أو يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه . وبه قال قتادة والسدي ومعنى الباطل على هذه الزيادة والنقصان ، وقال مقاتل لا يأتيه التكذيب من الكتب التي قبله ، ولا يجيء من بعده كتاب فيبطله ، وبه قال الكلبي وسعيد بن جبير ، وقيل : الباطل هو الشيطان أي لا يستطيع أن يزيد فيه ولا ينقص منه . وقيل : لا يزاد فيه ولا ينقص منه ، لا من جبريل ولا من محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل لا يأتيه التبديل والتناقض بوجه من الوجوه ، وقيل : لا يأتيه الباطل عما أخبر فيما تقدم من الزمان ، ولا فيما تأخر ، وقيل : إن الباطل لا يتطرق إليه ولا يجد إليه سبيلا من جهة من الجهات ، حتى يصل إليه والمعنى كل ما فيه حق وصدق ، ليس فيه ما لا يطابق الواقع ، والعموم أولى .

{ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } خبر مبتدأ محذوف ، أو صفة أخرى لكتاب