فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٖ فَأَنشَرۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ تُخۡرَجُونَ} (11)

{ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ } أي بقدر الحاجة وحسبما تقتضيه المصلحة{[1475]} بالغرق ولا دونها حتى تحتاجوا إلى الزيادة وعلى حسب ما تقتضيه مشيئته في أرزاق عباده بالتوسيع تارة والتقتير تارة أخرى .

{ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا } أي أحيينا بذلك الماء بلدة مقفرة من النبات وفيه التفات قرأ الجمهور ميتا بالتخفيف وقرئ بالتشديد { كَذَلِكَ } أي مثل ذلك الإحياء للأرض بإخراج نباتها بعد أن كانت لا نبات بها { تُخْرَجُونَ } أي تبعثون من قبوركم أحياء فإن من قدر على ذلك ، وقد مضى بيان هذا في آل عمران والأعراف ، قرأ الجمهور : تخرجون مبنيا للمفعول وقرئ مبنيا للفاعل .


[1475]:سقط من الأصل: ولم ينزل عليكم منه فوق حاجتكم حتى يهلك زرعكم ويهدم منازلكم ويهلككم.....