{ وحسبوا ألا تكون فتنة } أي : حسب هؤلاء الذين أخذ الله عليهم الميثاق أن لا يقع من الله عز وجل ابتلاء واختبار بالشدائد اغترارا بقولهم : نحن أبناء الله وأحباؤه ، وحسب بمعنى علم لأن { أن } معناها التحقيق أو حسب بمعنى الظن على أن { أن } ناصبة للفعل قال النحاس : والرفع عند النحويين في حسب وأخواتها أجود ، وإنما حملهم على ذلك الظن الفاسد أنهم كانوا يعتقدون أن كل رسول جاءهم بشرع آخر غير شرعهم يجب عليهم تكذيبه وقتله ، فلهذا حسبوا أن لا يكون فعلهم ذلك فتنة يبتلون بها .
وقيل إنما أقدموا على ذلك لاعتقادهم أن آباءهم وأسلافهم يدفعون عنهم العذاب في الآخرة { فعموا } عن إبصار الهدى { وصموا } عن استماع الحق ، وهذا إشارة إلى ما وقع من بني إسرائيل في الابتداء من مخالفة أحكام التوراة وقتل شعيا وقيل سببه عبادتهم العجل في زمن موسى عليه السلام ولا يصح فإنها وإن كانت معصية عظيمة ناشئة عن كمال العمى والصمم لكنها في عصر موسى ، ولا تعلق لها مما حكى عنهم مما فعلوا بالرسل الذين جاءوا إليهم بعد موسى عليه السلام .
{ ثم تاب الله عنهم } حين تابوا ورجعوا عما كانوا عليه من الفساد بعد ما كانوا ببابل دهرا طويلا تحت قهر بختنصر أساري في غاية الذل والمهانة فكشف عنهم الذلة والقحط .
{ ثم عملوا وصموا } وهذه إشارة إلى ما وقع منهم بعد التوبة من قتل يحيى بن زكريا وقصدهم لقتل عيسى ، وقيل : بسبب الكفر بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم .
و { كثير منهم } بدل من الضمير قال الكرخي : هذا الإبدال في غاية البلاغة { والله بصير بما يعملون } من قتل الأنبياء وتكذيب الرسل فيجازيهم بحسب أعمالهم ، وصيغة المضارع لحكاية الحال الماضية ولرعاية الفواصل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.