قوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُّوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ( {[17897]} ) ) الآية [ 93 ] .
( المعنى )( {[17898]} ) : إنما يريد الشيطان بكم شرب الخمر ليوقع بينكم العداوة( {[17899]} ) والبغضاء ( وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ) أي : يصدكم بغلبة الخمر والميسر عليكم عن ذكر الله وعن الصلاة ، ( فَهَلَ اَنْتُم مُّنْتَهُونَ ) أي : عن شرب الخمر( {[17900]} ) .
ويقال : إن عمر ذكر لرسول الله مكروه عاقبة الخمر ، فأنزل الله تحريمها( {[17901]} ) .
وروي أنه قال : اللهم بَيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت الآية في " البقرة " : ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ ) الآية( {[17902]} ) ، فقُرِئت على عمر فقال : اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت التي في " النساء " : ( لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ) الآية( {[17903]} ) ، فكان( {[17904]} ) النبي يقول إذا حضرت الصلاة : فلا( {[17905]} ) يَقْرَبَن الصلاةَ( {[17906]} ) سكران ، ( ودعي )( {[17907]} ) عمر فقرئت( {[17908]} ) عليه( {[17909]} ) ، فقال : اللّهمَ بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت التي في " المائدة " : ( يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَأ الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ ) الآية [ إلى )( {[17910]} ) ( فَهَلَ اَنْتُم مُّنتَهُونَ ) ، فقال عمر : انتهينا ، انتهينا( {[17911]} ) . وقيل : نزلت بسبب سعد بن أبي وقاص [ لاحى ]( {[17912]} ) رجلاً على شراب فضربه بلَحْيَيْ جَمل ففزر( {[17913]} ) أنفه فنزل ذلك( {[17914]} ) .
وكان الرجل في الجاهلية يقامر عن( {[17915]} ) أهله وماله حتى يقعد حزيناً( {[17916]} ) سليباً ، ينظر إلى ما له في يد غيره ، فيورث ذلك عداوة( {[17917]} ) بينهم . فنهى الله عن ذلك ، وهو الميسر( {[17918]} ) .
وقال مصعب بن سعد( {[17919]} ) : صنع رجل ( من الأنصار طعاماً )( {[17920]} ) ، فدعاني وأبي –سعداً-( {[17921]} ) فشربنا الخمر قبل أن تحرم فانتثينا( {[17922]} ) ، فتفاخرنا ، فأخذ رجل من الأنصار لَحْيَي( {[17923]} ) جزور( {[17924]} ) فضرب به أنف سعد ففزره ، فنزل : ( إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ ) الآية( {[17925]} ) .
وقال ابن عباس : شرِب حيّان( {[17926]} ) من الأنصار الخمر حتى سكروا ، فلما سكروا جرح بعضهم بعضاً( {[17927]} ) ، فلما صَحَوْا ، جعل ( يرى الرجل )( {[17928]} ) الأثر في وجهه ورأسه ويقول : فعل هذا بي( {[17929]} ) أخي فلان ! ، وكانوا إخوة لا ضغائن( {[17930]} ) بينهم فصارت بينهم ضغائن ، فنزلت الآية بالتحريم( {[17931]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.