الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ} (91)

قوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُّوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ( {[17897]} ) ) الآية [ 93 ] .

( المعنى )( {[17898]} ) : إنما يريد الشيطان بكم شرب الخمر ليوقع بينكم العداوة( {[17899]} ) والبغضاء ( وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ) أي : يصدكم بغلبة الخمر والميسر عليكم عن ذكر الله وعن الصلاة ، ( فَهَلَ اَنْتُم مُّنْتَهُونَ ) أي : عن شرب الخمر( {[17900]} ) .

ويقال : إن عمر ذكر لرسول الله مكروه عاقبة الخمر ، فأنزل الله تحريمها( {[17901]} ) .

وروي أنه قال : اللهم بَيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت الآية في " البقرة " : ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ ) الآية( {[17902]} ) ، فقُرِئت على عمر فقال : اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت التي في " النساء " : ( لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ) الآية( {[17903]} ) ، فكان( {[17904]} ) النبي يقول إذا حضرت الصلاة : فلا( {[17905]} ) يَقْرَبَن الصلاةَ( {[17906]} ) سكران ، ( ودعي )( {[17907]} ) عمر فقرئت( {[17908]} ) عليه( {[17909]} ) ، فقال : اللّهمَ بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت التي في " المائدة " : ( يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَأ الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ ) الآية [ إلى )( {[17910]} ) ( فَهَلَ اَنْتُم مُّنتَهُونَ ) ، فقال عمر : انتهينا ، انتهينا( {[17911]} ) . وقيل : نزلت بسبب سعد بن أبي وقاص [ لاحى ]( {[17912]} ) رجلاً على شراب فضربه بلَحْيَيْ جَمل ففزر( {[17913]} ) أنفه فنزل ذلك( {[17914]} ) .

وكان الرجل في الجاهلية يقامر عن( {[17915]} ) أهله وماله حتى يقعد حزيناً( {[17916]} ) سليباً ، ينظر إلى ما له في يد غيره ، فيورث ذلك عداوة( {[17917]} ) بينهم . فنهى الله عن ذلك ، وهو الميسر( {[17918]} ) .

وقال مصعب بن سعد( {[17919]} ) : صنع رجل ( من الأنصار طعاماً )( {[17920]} ) ، فدعاني وأبي –سعداً-( {[17921]} ) فشربنا الخمر قبل أن تحرم فانتثينا( {[17922]} ) ، فتفاخرنا ، فأخذ رجل من الأنصار لَحْيَي( {[17923]} ) جزور( {[17924]} ) فضرب به أنف سعد ففزره ، فنزل : ( إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ ) الآية( {[17925]} ) .

وقال ابن عباس : شرِب حيّان( {[17926]} ) من الأنصار الخمر حتى سكروا ، فلما سكروا جرح بعضهم بعضاً( {[17927]} ) ، فلما صَحَوْا ، جعل ( يرى الرجل )( {[17928]} ) الأثر في وجهه ورأسه ويقول : فعل هذا بي( {[17929]} ) أخي فلان ! ، وكانوا إخوة لا ضغائن( {[17930]} ) بينهم فصارت بينهم ضغائن ، فنزلت الآية بالتحريم( {[17931]} ) .


[17897]:- ساقطة من ب.
[17898]:- ساقطة من ج د.
[17899]:- د: العدوة.
[17900]:- انظر: تفسير الطبري 10/565 و566.
[17901]:- انظر: تفسير الطبري 10/566.
[17902]:- البقرة: 217.
[17903]:- النساء: 43.
[17904]:- ب ج د: وكان.
[17905]:- ب ج د: لا.
[17906]:- د: الصلات.
[17907]:- ب: فدعى. ج د: فدعا.
[17908]:- ب: فقربت.
[17909]:- ب ج د: عليه الآية.
[17910]:- ساقطة من ب.
[17911]:- انظر: تفسير الطبري 10/566، وأسباب النزول 138، 139. وأخرجه أبو داود وأحمد وغيرهما في الأشربة: انظر: جامع الأصول 5/118.
[17912]:- أ: لاحا. وفي اللسان. لحا: "ولا حَيْتُه مُلاحاةً ولِحاءً: إذا نازعته... وَلاحى الرجلَ...: شاتَمَه".
[17913]:- ب: فغدر. ج د: فعدر. وفزر أنفه: "أي شقه": انظر: اللسان: فزر.
[17914]:- انظر: تفسير الطبري 10/569، وأسباب النزول 138.
[17915]:- ب ج د: على.
[17916]:- ج د: حرينا.
[17917]:- د: عدوة.
[17918]:- انظر: تفسير الطبري 10/573.
[17919]:- وهو أبو زرارة مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، أرسل عن عكرمة. وفي سنة 103هـ. انظر: التقريب 2/251.
[17920]:- ج د: طعاماً من الأنصار.
[17921]:- ب ج د: سعد. د: سعيد.
[17922]:- د: فاتنشينا.
[17923]:- ب: يحى. ج د: بحيي.
[17924]:- في تفسير الطبري 10/569: جمل.
[17925]:- ساقطة من ب ج د. وانظر: تفسير الطبري 10/569، وأسباب النزول 138.
[17926]:- ب ج د: خيار.
[17927]:- ج: بغضاً.
[17928]:- ب ج د: الرجل يرى.
[17929]:- ب ج د: في.
[17930]:- د: معاين.
[17931]:- انظر: تفسير الطبري 10/571.