بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ} (91)

ثم قال : { إِنَّمَا يُرِيدُ الشيطان أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العداوة والبغضاء فِي الخمر والميسر وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ الله }

يعني : عن طاعة الله ، { وَعَنِ الصلاة } لأنهم مُنِعوا عن الصلاة إذا كانوا سكارى . ولأنه إذا سكر لا يعقل الطاعة وأداء الصلاة .

ثم قال : { فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } يعني : انتهوا عن شربها ، فقال عمر : قد انتهينا يا رب .

وعن عطاء بن يسار : أن رجلاً قال لكعب الأحبار : أحُرِّمت الخمرة في التوراة ؟ . قال : نعم هذه الآية { إِنَّمَا الخمر والميسر } مكتوب في التوراة : إنا أنزلنا الحق لنذهب به الباطل ، وتبطل به اللعب والدفف والمزامير ، والخمر مرة لشاربها ، أقسم الله تعالى بعزه وجلاله ، أن من انتهكها في الدنيا ، أعطشته في الآخرة يوم القيامة ، ومن تركها بعدما حرمتها لأسقينها إياه في حظيرة القدس ، قيل : وما حظيرة القدس ؟ قال : الله هو القدس ، وحظيرته الجنة .