فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ} (91)

{ ويصدكم } ويردكم ويمنعكم .

{ منتهون } تاركون .

{ إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون } في الآية الكريمة التي سبقت جاءت القبائح الأربع بعد أداة الحصر { إنما } فكلها لا تكون أبدا إلا من أخبث الشر وأقبحه ، وفي هذه حصر مراد الشيطان في اتخاذ مأثمي الخمر والميسر سبيلا لصد المخامرين والمقامرين عن عبادة الخالق سبحانه ، وطريقا لزرع التعادي والتباغض بين المخلوقين ؛ والاستفهام في ختام الآية : { فهل أنتم منتهون } زجر ووعيد شديد ، - وإنما أفرد ذكر الخمر والميسر ثانيا لأن الخطاب مع المؤمنين : فقرنهما أولا بذكر الأنصاب والأزلام تنبيها على أنها جميعا من أعمال الجاهلية وأهل الشرك( {[1873]} ) ، ثم أفردهما لأن الكلام مسوق لتحريمهما على المخاطبين حيث إنهم كانوا لا يتعاطون سوى هذين-( {[1874]} ) .


[1873]:يزعم بعض الأغبياء والمغترين أن تحريم الخمر لم يذكر صريحا في هاتين الآيتين؛ ولو عقلوا لتبينوا أن الحكيم العليم سبحانه قد نهى عن عبادة الأصنام بمثل هذا البيان، فقال تبارك اسمه:(..فاجتنبوا الرجس من الأوثان..)؛ والصحب الكرام، رضوان الله عليهم، لما نزلت الآية قالوا: حرمت الخمر وجعلت عدلا للشرك.
[1874]:من تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان.