فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِذَا وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الواقعة

هي ست أو سبع أو تسع وتسعون آية

وهي مكية في قول الحسن وعكرمة وجابر وعطاء ، وقال ابن عباس وقتادة : إلا آية منها نزلت بالمدينة ، وهي قوله تعالى : { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } وقال الكلبي : أنها مكية إلا أربع آيات منها ، وهي : { أفبهذا الحديث أنتم مدهنون ؟ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } . نزلتا في سفره إلى مكة ، وقوله : { ثلث من الأولين ، وقليل من الآخرين } نزلتا في سفره إلى المدينة قال ابن عباس : نزلت الواقعة بمكة ، عن ابن الزبير مثله .

" وعن ابن مسعود : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه الفاقة أبدا " {[1]} . أخرجه البيهقي في الشعب ، والحرث ابن أبي أسامة ، وأبو يعلى ، وابن مردويه و " عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : سورة الواقعة سورة الغنى فاقرأوها وعلموا أولادكم " أخرجه ابن عساكر .

" وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال علموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى " أخرجه الديلمي .

وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم : شيبتني هود والواقعة قال مسروق من أراد أن يعلم نبأ الأولين والآخرين ، ونبأ أهل الجنة ونبأ أهل النار ، ونبأ أهل الدنيا ونبأ أهل الآخرة فليقرأ سورة الواقعة .

{ بسم الله الرحمن الرحيم إذا وقت الواقعة } أي قامت القيامة ، وقيل : إذا نزلت صيحة القيامة ، قال المفسرون : وهي النفخة الأخيرة الثانية وقيل : هي اسم للقيامة كالآزفة وغيرها ، وسميت الواقعة لأنها كائنة لا محالة أو لقرب وقوعها أو لكثرة ما يقع فيها من الشدائد ، أي اذكر وقت وقوع الواقعة أو إذا وقعت كان كيت وكيت قاله مكي ، وقيل : غير ذلك .


[1]:ثم بفتح الثاء أي هناك.