فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ} (78)

{ تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام } قرأ الجمهور بالجر على أنه صفة للرب سبحانه ، وقرئ بالرفع على أنه صفة للاسم ، وتبارك تفاعل من البركة ، قال الرازي : وأصل التبارك من التبرك ، وهو الدوام والثبات ومنه برك البعير وبركة الماء ، فإن الماء يكون دائما ، والمعنى دام اسمه ، وثبت أو دام الخير عنده ، لأن البركة وإن كانت من الثبات لكنها تستعمل في الخير ، أو يكون معناه علا ، وارتفع شأنه ، وقيل : معناه تنزيه الله سبحانه وتقديسه .

وإذا كان هذا التبارك منسوبا إلى اسمه عز وجل فما ظنك بذاته سبحانه .

وقيل : الاسم بمعنى الصفة ، وقيل : هو محقم .

" عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا سلم من الصلاة لم يقعد إلا مقدار ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " {[1559]} ، أخرجه أبو داود والنسائي غير قولها : إلا مقدار ما يقول .

" وعن ثوبان قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " أخرجه مسلم وقد تقدم تفسير ذي الجلال والإكرام في هذه السورة ، وذكر سليمان الجمل هنا كلاما طويلا يتعلق بشرح هذه الآيات من تذكرة القرطبي وغالبه في تفسيره لا نطول بذكره لقلة الفائدة .


[1559]:رواه النسائي.