فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ ٱلۡبَٰلِغَةُۖ فَلَوۡ شَآءَ لَهَدَىٰكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (149)

{ قل فلله الحجة البالغة } على الناس أي التي تنقطع عندهم معاذيرهم وتبطل شبههم وظنونهم وتوهماتهم ، والمراد بها الكتب المنزلة والرسل المرسلة ، وما جاؤوا به من المعجزات ، قال الربيع بن أنس : لا حجة لأحد عصى الله أو شرك به على الله ، بل له الحجة التامة على عباده ، وقال عكرمة : الحجة السلطان .

{ فلو شاء } هدايتكم جميعا إلى الحجة البالغة { لهداكم أجمعين } ولكنه لم يشأ ذلك ومثله قوله : { ولو شاء الله ما أشركوا ، وما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله } ومثله كثير فالمنتفي في الخارج مشيئة هداية الكل ، وإلا فقد هدى بعضهم .

وعن ابن عباس أنه قيل له : إن أناسا يقولون ليس الشر بقدر ، فقال ابن عباس : بيننا وبين أهل القدر هذه الآية والعجز والكسر من القدر ، وقال علي بن زيد انقطعت حجة القدرية عند هذه الآية قل فلله الحجة إلى قوله أجمعين .