الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ ٱلۡبَٰلِغَةُۖ فَلَوۡ شَآءَ لَهَدَىٰكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (149)

قوله : { قل{[22443]} فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين{[22444]} } الآية{[22445]} [ 150 ] .

والمعنى : { قل } لهم يا محمد بعد عجزهم{[22446]} عن إقامة الحُجَّة فيما ادعوا : لله الحجة البالغة عليكم . ومعنى { البالغة } التي{[22447]} تبلغ مراده في ثبوتها{[22448]} على من احتج{[22449]} بها عليه من خلقه ، { فلو شاء } ربكم ، { لهداكم } أي : لوفقكم للهدى{[22450]} . وذلك أنهم جعلوا قولهم { لو شاء الله ما أشركنا }{[22451]} حجة في إقامتهم على شركهم ، جعلوا أن كل من كان علي شيء من الأديان فهو على صواب ، لأنه يجري – فيما يعتقدون – على مشيئة الله .

وهذا يريدون به إبطال الرسالة ، إذ لا معنى لها على هذا القول فُيقَال لهم : فالذين على خلافكم في الدّين ، أليس هم أيضا على مشيئة الله ؟ ، فينبغي أن لا تقولوا إنهم ضالون ، والله يفعل ما يشاء ، قادر على أن يهدي الخلق أجمعين ، وليس للعباد عليه أن يفعل بهم كل ما يقدر عليه ، لا معقب لحكمه ، ولا راد لفعله{[22452]} .


[22443]:ساقطة من ب.
[22444]:ساقطة من ب د.
[22445]:ساقطة من أ.
[22446]:د: عجرهم.
[22447]:د : أي: التي.
[22448]:د: نبوتها.
[22449]:ب: افتح.
[22450]:انظر: تفسير الطبري 12/211، 212.
[22451]:في الآية السابقة.
[22452]:ب د: (لفعله لا إله إلا هو) وانظر: معاني الزجاج 2/302،303.