{ قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين 114 } .
ولما رأى عيسى ما حكوه عن أنفسهم من الغرض بنزول المائدة { قال عيسى ابن مريم } قيل : إنه اغتسل ولبس المسح وصلى ركعتين وطأطأ رأسه وبكى ثم دعا فقال { اللهم ربنا أنزل علينا مائدة } كائنة أو نازلة { من السماء تكون لنا عيدا } أي عائدة من الله علينا أو يكون يوم نزولها لنا عيدا ، وقد كان نزولها يوم الأحد وهو يوم عيد لهم ، والعيد يوم السرور ، وهو واحد الأعياد .
وقيل أصله من عاد يعود أي رجع فهو عود فقيل ليوم الفطر والأضحى عيدان لأنهما يعودان في كل سنة قاله ثعلب ، وقال الخليل : العيد كل يوم جمع كأنهم عادوا إليه ، قال ابن الأنباري : النحويون يقولون لأنه يعود بالفرح والسرور ، وعيد العرب لأنه يعود بالفرح والحزن وكل ما عاد إليك في وقت فهو عيد ، وقال الراغب : العيد حالة تعاود الإنسان والعائدة كل نفع يرجع إلى الإنسان بشيء .
ومعنى { لأولنا وآخرنا } لمن في عصرنا ولمن يأتي بعدنا من ذرارينا وغيرهم ، قال ابن عباس : معناه يأكل منها أول الناس كما يأكل آخرهم { وآية منك } أي دلالة وحجة واضحة على كمال قدرتك وصحة إرسالك من أرسلته { وارزقنا } أي أعطينا هذه المائدة المطلوبة بينة ، أو ارزقنا رزقا نستعين به على عبادتك ، { وأنت خير الرازقين } بل لا رازق في الحقيقة غيرك ولا معطي سواك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.