فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ} (45)

{ وكنا نخوض مع الخائضين } أي نخالط أهل الباطل في باطلهم ، قال قتادة كلما غوى غاو غوينا معه ، وقال السدي كنا نكذب مع المكذبين ، وقال ابن زيد نخوض مع الخائضين في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وهو قولهم كاذب ساحر مجنون شاعر ، وعبارة الخطيب أي نشرع في الباطل مع الخائضين فنقول في القرآن إنه سحر وشعر وكهانة وغير ذلك من الأباطيل ، لا نتورع عن شيء من ذلك ولا نقف مع صريح عقل ، ولا نرجع إلى صحيح نقل ، فمن هذا يحذر الذين يبادرون بالجواب في كل ما يسألون عنه من أنواع العلم من غير تثبت .