تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمۡ خَيۡرٗا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ وَلَوۡ أَسۡمَعَهُمۡ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ} (23)

وقوله تعالى : ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ) قيل : نزلت الآية في المردة من الكفرة . وقال ابن عباس : هم نفر من بني [ عبد ][ ساقطة من الأصل وم ] الدار ، كانوا يسألون رسول الله آية بعد آية ، وقد أعطاهم [ الله ][ ساقطة من الأصل وم ] آية بعد آية قبل ذلك ، فلم[ الفاء ساقطة من الأصل وم ] يقبلوها ، فقال تعالى ( ولو علم الله فيهم خيرا ) أنهم يقبلون جواب المسائل التي سألوا لأوحى إليهم ولأسمعهم ، ولكن علم أنه وإن أسمعهم جواب مسائلهم لا يقبلون .

وقالت المعتزلة : دلت الآية أنه قد كان أعطاهم جميع ما كان عنده ، لكنهم لم يقبلوا لأنه قال : ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ) فدل أنه لم يكن عنده ما يعطي ، وإلا لو كان ذلك عنده ما يقبلون لأسمعهم .

لكن هذا بعيد لأنه لم يقل : لو عمل الله خيرا لأسمعهم ، ولكن قال : ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ) فإنما نفى أنه[ من م ، في الأصل : لهم ] ليس عند الله خير . والوجه فيه ما ذكرنا أنه لو علم فيهم خيرا يعلمون به لأوحى إليهم ، وأسمعهم ، ولكنه علم أنهم لا يقبلون بقوله : ( ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) أي مكذبون جواب ما سألوا تعنتا وتمردا منهم ، وأخبر أنهم يسألون سؤال تعنت وتمرد لا سؤال استرشاد .