{ وإما تخافن من قوم خيانة } أي غشا ونقضا للعهد من القوم المعاهدين بأمارة تلوح لك وهم قريظة والنضير { فانبذ } أي فاطرح { إليهم } العهد الذي بينك وبينهم ، والنبذ الطرح ، وهذا مجاز عن إعلامهم بأن لا عهد لهم بعد اليوم فشبه العهد بالشيء الذي يرمى لعدم الرغبة فيه ، وأثبت النبذ له تخييلا ومفعوله محذوف وهو عهدهم ، قاله الشهاب .
{ على سواء } أي طريقة مستوية والمعنى أنه يخبرهم إخبارا ظاهرا مكشوفا بالنقض ولا يناجزهم الحرب بغتة ، وقيل معنى على سواء على وجه يستوي في العلم بالنقض أقصاهم وأدناهم أو تستوي أنت وهم فيه لئلا يتهموك بالغدر ، قال الكسائي : السواء العدل ، وقد يكون بمعنى الوسط ، ومنه قوله : { في سواء الجحيم } .
وقيل معنى على سواء على جهر لا على سر ، والظاهر أن هذه الآية عامة في كل معاهدة يخاف من وقوع النقض منه ، قال ابن عطية : والذي يظهر من ألفاظ القرآن أن أمر بني قريظة انقضى عند قوله : { فشرد بهم من خلفهم } ثم ابتدأ تبارك وتعالى في هذه الآية يأمره بما يصنعه في المستقبل مع من يخاف منه خيانة { إن الله لا يحب الخائنين } تعليل لما قبلها يحتمل أن تكون تحذيرا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المناجزة قبل أن ينبذ إليهم على سواء ، ويحتمل أن تكون عائدة إلى القوم الذين تخاف منهم الخيانة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.