فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُجَٰدِلُونَكَ فِي ٱلۡحَقِّ بَعۡدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلۡمَوۡتِ وَهُمۡ يَنظُرُونَ} (6)

{ يجادلونك } ومجادلتهم لما ندبهم إلى إحدى الطائفتين وفات العير وأمرهم بقتال النفير ولم يكن معهم كثير أهبة لذلك شق عليهم وقالوا : لو أخبرتنا بالقتال لأخذنا العدة وأكملنا الأهبة ، والجملة مستأنفة أو حال ثانية أي أخرجك حال مجادلتهم أو حال من الضمير في { لكارهون } أي لكارهون في حال الجدال ، والضمير يجوز أن يعود على الكفار وجدالهم ظاهر ، والظاهر أنه يعود على الفريق المتقدم .

{ وفي الحق } أي في القتال { بعد ما تبين } لهم أنك لا تأمر بشيء إلا بإذن الله ، أو بعد ما تبين لهم أن الله وعدهم بالظفر بإحدى الطائفتين وأن العير إذا فاتت ظفروا بالنفير { كأنما يساقون إلى الموت } أي حال كونهم في شدة فزعهم من القتال يشبهون حال من يساق بالعنف والصغار ليقتل { وهم ينظرون } يعني إلى الموت كمن هو مشاهد لأسباب قتله ناظر إليها بعينه لا يشك فيها ، والجامع بينهما الكراهة في كل .