الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَتۡ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزٞ وَهَٰذَا بَعۡلِي شَيۡخًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عَجِيبٞ} (72)

أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن كعب رضي الله عنه قال : بلغنا أن إبراهيم عليه السلام كان يشرف على سدوم فيقول : ويلك يا سدوم يوم مالك ، ثم قال { ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ } نضيج وهو يحسبهم أضيافاً { فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أُرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب } قال : ولد الولد { قالت ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب } فقال لها جبريل { أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد } وكلمهم إبراهيم في أمر قوم لوط إذ كان فيهم إبراهيم قالوا : { يا إبراهيم أعرض عن هذا } [ هود : 76 ] إلى قوله { ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم } [ هود : 77 ] قال : ساءه مكانهم لما رأى منه من الجمال { وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيب } قال : يوم سوء من قومي ، فذهب بهم إلى منزله ، فذهبت امرأته لقومه { فجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال : يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم } [ هود : 78 ] تزوّجوهن { أليس منكم رجل رشيد ، قالوا : لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد } [ هود : 79 ] وجعل الأضياف في بيته وقعد على باب البيت { قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد } [ هود : 80 ] قال : إلى عشيرة تمنع ، فبلغني أنه لم يبعث بعد لوط عليه السلام رسول إلا في عز من قومه ، فلما رأت الرسل ما قد لقي لوط في سيئتهم { قالوا يا لوط إنا رسل ربك } [ هود : 81 ] إنا ملائكة { لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك } [ هود : 81 ] إلى قوله { أليس الصبح بقريب } [ هود : 81 ] فخرج عليهم جبريل عليه السلام ، فضرب وجوههم بجناحه ضربة فطمس أعينهم والطمس ذهاب الأعين ، ثم احتمل جبريل وجه أرضهم حتى سمع أهل سماء الدنيا نباح كلابهم وأصوات ديوكهم ثم قلبها عليهم { وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل } قال : على أهل بواديهم ، وعلى رعاثهم ، وعلى مسافرهم فلم يبق منهم أحد .

وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما رأى إبراهيم أنه لا تصل إلى العجل أيديهم نكرهم وخافهم ، وإنما كان خوف إبراهيم أنهم كانوا في ذلك الزمان إذا هم أحدهم بأمر سوء لم يأكل عنده يقول : إذا أكرمت بطعامه حرم عليّ أذاه ، فخاف إبراهيم أن يريدوا به سوءاً ، فاضطربت مفاصله ، وامرأته سارة قائمة تخدمهم ، وكان إذا أراد أن يكرم أضيافه أقام سارة لتخدمهم ، فضحكت سارة وإنما ضحكت أنها قالت : يا إبراهيم وما تخاف أنهم ثلاثة نفر وأنت وأهلك وغلمانك ؟ قال لها جبريل : أيتها الضاحكة أما أنك ستلدين غلاماً يقال له إسحاق ، ومن ورائه غلام يقال له يعقوب { فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها } فأقبلت والهة تقول : واويلتاه . . . ! ووضعت يدها على وجهها استحياء . فذلك قوله { فصكت وجهها وقالت أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً } قال : لما بشر إبراهيم بقول الله { فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى } بإسحاق { يجادلنا في قوم لوط } وإنما كان جداله أنه قال : يا جبريل أين تريدون ، وإلى من بعثتم ؟ قال : إلى قوم لوط وقد أمرنا بعذابهم . فقال إبراهيم { إن فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته } [ العنكبوت : 32 ] وكانت فيما زعموا تسمى والقة فقال إبراهيم : إن كان فيهم مائة مؤمن تعذبونهم ؟ قال جبريل : لا . قال : فإن كان فيهم تسعون مؤمنون تعذبونهم ؟ قال جبريل : لا ، قال : فإن كان فيهم ثمانون مؤمنون تعذبونهم ؟ قال جبريل : لا ، حتى انتهى في العدد إلى واحد مؤمن ؟ قال جبريل : لا ، فلما لم يذكروا لإِبراهيم أن فيها مؤمناً واحداً قال : { إن فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته } [ العنكبوت : 32 ] .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن وهب بن منبه رضي الله عنه . أن إبراهيم عليه السلام حين أخرجه قومه بعدما ألقوه في النار خرج بامرأته سارة ومعه أخوها لوط وهما ابنا أخيه ، فتوجها إلى أرض الشام ثم بلغوا مصر ، وكانت سارة رضي الله عنها من أجمل الناس ، فلما دخلت مصر تحدث الناس بجمالها وعجبوا له حتى بلغ ذلك الملك ، فدعا ببعلها وسأله ما هو منها فخاف إن قال له زوجها أن يقتله ، فقال : أنا أخوها . فقال : زوجنيها . فكان على ذلك حتى بات ليلة ، فجاءه حلم فخنقه وخوّفه ، فكان هو وأهله في خوف وهول حتى علم أنه قد أتى من قبلها ، فدعا إبراهيم فقال : ما حملك على أن تَغُرَّني زعمت أنها أختك ؟ فقال : إني خفت إن ذكرت أنها زوجتي أن يصيبني منك ما أكره ، فوهب لها هاجر أم إسماعيل وحملهم وجهزهم حتى استقر قرارهم على جبل إيليا ، فكانوا بها حتى كثرت أموالهم ومعايشهم ، فكان بين رعاء إبراهيم ورعاء لوط جوار وقتال : فقال لوط لإبراهيم : إن هؤلاء الرعاء قد فسد ما بينهم وكانت تضيق فيهم المراعي ، ونخاف أن لا تحملنا هذه الأرض فإن أحببت أن أخف عنك خففت . قال إبراهيم : ما شئت إن شئت فانتقل منها وإن شئت انتقلت منك . قال لوط عليه السلام : لا بل أنا أحق أن أخف عنك . ففر بأهله وماله إلى سهل الأردن ، فكان بها حتى أغار عليه أهل فلسطين فسبوا أهله وماله .

فبلغ ذلك إبراهيم عليه السلام فأغار عليهم بما كان عنده من أهله ورقيقه ، وكان عددهم زيادة على ثلاثمائة من كان مع إبراهيم ، فاستنقذ من أهل فلسطين من كان معهم من أهل لوط حتى ردهم إلى قرارهم ، ثم انصرف إبراهيم إلى مكانه وكان أهل سدوم الذين فيهم لوط قوم قد استغنوا عن النساء بالرجال ، فلما رأى الله كان عند ذلك بعث الملائكة ليعذبوهم ، فأتوا إبراهيم فلما رآهم راعه هيئتهم وجمالهم فسلموا عليه وجلسوا إليه ، فقام ليقرب إليهم قِرىً فقالوا : مكانك . قال : بل دعوني آتيكم بما ينبغي لكم فإن لكم حقاً لم يأتنا أحد أحق بالكرامة منكم ، فأمر بعجل سمين فحنذ له - يعني شوي لهم - فقرب إليهم الطعام { فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة } وسارة رضي الله عنها وراء الباب تسمع { قالوا لا تخف إنا نبشرك بغلام حليم } مبارك فبشر به امرأته سارة فضحكت وعجبت كيف يكون له مني ولد وأنا عجوز وهذا شيخ كبير . . . ! { قالوا أتعجبين من أمر الله } فإنه قادر على ما يشاء ، وقد وهبه الله لكم فابشروا به . فقاموا وقام معهم إبراهيم عليه السلام فمشوا معاً ، وسألهم قال : أخبروني لم بعثتم وما دخل بكم ؟ قالوا : إنا أرسلنا إلى أهل سدوم لندمرها فإنهم قوم سوء وقد استغنوا بالرجال عن النساء . قال إبراهيم : إن فيها قوماً صالحين فكيف يصيبهم من العذاب ما يصيب أهل عمل السوء ؟ قالوا : وكم فيها ؟ قال : أرأيتم إن كان فيها خمسون رجلاً صالحاً . قالوا : إذن لا نعذبهم . قال : إن كان فيهم أربعون ؟ قالوا : إذن لا نعذبهم . فلم يزل ينقص حتى بلغ إلى عشرة ، ثم قال : فأهل بيت ؟ قالوا : فإن كان فيها بيت صالح . قال : فلوط وأهل بيته ؟ قالوا : إن امرأته هواها معهم فكيف يصرف عن أهل قرية لم يتم فيها أهل بيت صالحين .

فلما يئس منهم إبراهيم عليه السلام انصرف وذهبوا إلى أهل سدوم ، فدخلوا على لوط عليه السلام ، فلما رأتهم امرأته أعجبها هيئتهم وجمالهم ، فأرسلت إلى أهل القرية أنه قد نزل بنا قوم لم ير قط أحسن منهم ولا أجمل . فتسامعوا بذلك فغشوا دار لوط من كل ناحية وتسوروا عليهم الجدران ، فلقيهم لوط عليه السلام فقال : يا قوم لا تفضحوني في بيتي وأنا أزوجكم بناتي فهن أطهر لكم . قالوا : لو كنا نريد بناتك لقد عرفنا مكانك ولكن لا بد لنا من هؤلاء القوم الذين نزلوا بك فخل بيننا وبينهم واسلم منا ، فضاق به الأمر ف { قال لو أن لي بكم قوّة أو آوي إلى ركن شديد } فوجد عليه الرسل في هذه الكلمة فقالوا : إن ركنك لشديد ، وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ، ومسح أحدهم أعينهم بجناحه فطمس أبصارهم فقالوا : سحرنا انصرف بنا حتى ترجع إليهم تغشاهم الليل ، فكان من أمرهم ما قص الله في القرآن ، فأدخل ميكائيل وهو صاحب العذاب جناحه حتى بلغ أسفل الأرض ، ثم حمل قراهم فقلبها عليهم ، ونزلت حجارة من السماء فتتبعت من لم يكن منهم في القرية حيث كانوا ، فأهلكهم الله تعالى ونجا لوط وأهله إلا امرأته .

وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي يزيد البصري رضي الله عنه في قوله { فلما رأى أيديهم لا تصل إليه } قال : لم ير لهم أيدياً فنكرهم .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله { نكرهم } الآية قال : كانوا إذا نزل بهم ضيف فلم يأكل من طعامهم ظنوا أنه لم يأت بخير وإنه يحدث نفسه بشر ، ثم حدثوه عند ذلك بما جاؤوا فيه فضحكت امرأته .

وأخرج ابن المنذر عن عمرو بن دينار رضي الله عنه قال : لما تضيفت الملائكة عليهم السلام إبراهيم عليه السلام قدم لهم العجل فقالوا : لا نأكله إلا بثمن . قال : فكلوا وأدوا ثمنه . قالوا : وما ثمنه ؟ قال : تسمون الله إذا أكلتم وتحمدونه إذا فرغتم . قال : فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا : لهذا اتخذك الله خليلاً .

وأخرج ابن جرير عن السدي قال : لما بعث الله الملائكة عليهم السلام لتهلك قوم لوط أقبلت تمشي في صورة رجال شباب حتى نزلوا على إبراهيم عليه السلام فضيفوه ، فلما رآهم أجلهم فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فذبحه ثم شواه في الرضف ، فهو الحنيذ وأتاهم فقعد معهم ، وقامت سارة رضي الله عنها تخدمهم ، فذلك حين يقول { وامرأته قائمة } وهو جالس في قراءة ابن مسعود { فلما قربه إليهم قال ألا تأكلون } ؟ قالوا : يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاماً إلا بثمن . قال : فإن لهذا ثمناً . قالوا : وما ثمنه ؟ قال : تذكرون اسم الله على أوّله وتحمدونه على آخر . فنظر جبريل إلى ميكائيل فقال : حق لهذا أن يتخذه ربه خليلاً . فلما رأى إبراهيم أيديهم لا تصل إليه يقول : لا يأكلون ، فزع منهم وأوجس منهم خيفة ، فلما نظرت إليه سارة أنه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم ضحكت ، وقالت : عجباً لأضيافنا هؤلاء إنا نخدمهم بأنفسنا تكرمة لهم وهم لا يأكلون طعامنا . ! قال لها جبريل : ابشري بولد اسمه إسحق ، ومن وراء إسحق يعقوب . فضربت وجهها عجباً فذلك قوله { فصكت وجهها وقالت أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب ، قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد } قالت سارة رضي الله عنها : ما آية ذلك ؟ فأخذ بيده عوداً يابساً فلواه بين أصابعه فاهتز أخضر . فقال إبراهيم عليه السلام : هو لله إذن ذبيحاً .

وأخرج ابن المنذر عن المغيرة رضي الله عنه قال : في مصحف ابن مسعود « وامرأته قائمة وهو جالس » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه { وامرأته قائمة } قال : في خدمة أضياف إبراهيم عليه السلام .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال : لما أوجس إبراهيم خيفة في نفسه حدثوه عند ذلك بما جاؤوا فيه ، فضحكت امرأته تعجباً مما فيه قوم لوط من الغفلة ومما أتاهم من العذاب .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما { فضحكت } قال : فحاضت وهي بنت ثمان وتسعين سنة .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله { فضحكت } قال : حاضت وكانت ابنة بضع وتسعين سنة ، وكان إبراهيم عليه السلام ابن مائة سنة .

وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { فضحكت } قال : حاضت . قال الشاعر :

إني لآتي العرس عند طهورها*** وأهجرها يوماً إذا هي ضاحك

وأخرج ابن عساكر عن الضحاك رضي الله عنه قال : كان اسم سارة يسارة فلما قال لها جبريل عليه السلام : يا سارة . قالت : إن اسمي يسارة فكيف تسمينني سارة ؟ قال الضحاك : يسارة العاقر التي لا تلد ، وسارة الطالق الرحم التي تلد . فقال لها جبريل عليه السلام : كنت يسارة لا تحملين فصرت سارة تحملين الولد وترضعينه . فقالت سارة رضي الله عنها : يا جبريل نقصت اسمي قال جبريل : إن الله قد وعدك بأن يجعل هذا الحرف في اسم ولد من ولدك في آخر الزمان ، وذلك أن اسمه عند الله حي فسماه يحيى .

وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان حسن سارة رضي الله عنها حسن حواء عليها السلام .

وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن سارة بنت ملك من الملوك ، وكانت قد أوتيت حسناً .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب } قال : هو ولد الولد .

وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن حسان بن أبحر قال : كنت عند ابن عباس ، فجاءه رجل من هذيل فقال له ابن عباس : ما فعل فلان ؟ قال : مات ، وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء . فقال ابن عباس : { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب } قال : ولد الولد .

وأخرج ابن الأنباري عن الشعبي رضي الله عنه في قوله { ومن وراء إسحاق يعقوب } قال : ولد الولد .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ضمرة بن حبيب . أن سارة لما بشرها الرسل بإسحق قال : بينا هي تمشي وتحدثهم حين أتت بالحيضة ، فحاضت قبل أن تحمل بإسحق ، فكان من قولها للرسل حين بشروها : قد كنت شابة وكان إبراهيم شاباً فلم أحبل فحين كبرت وكبر أألد ؟ قالوا : أتعجبين من ذلك يا سارة ، فإن الله قد صنع بكم ما هو أعظم من ذلك ، إن الله قد جعل رحمته وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد .

وأخرج ابن الأنباري وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله { أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً } قال : وهي يومئذ ابنة سبعين ، وهو يومئذ ابن تسعين سنة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله { بعلي } قال : زوجي .

وأخرج أبو الشيخ عن ضرار بن مرة عن شيخ من أهل المسجد قال : بشر إبراهيم بعد سبع عشرة ومائة سنة .

وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن علي رضي الله عنه قال : قالت سارة رضي الله عنها لما بشرتها الملائكة عليهم السلام { يا ويلتاه أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب } فقالت الملائكة ترد على سارة { أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد } قال : فهو كقوله { وجعلها كلمة باقية في عقبه } [ الزخرف : 28 ] بمحمد صلى الله عليه وسلم وآله من عقب إبراهيم .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الإِيمان عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد } قال : كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فسلم عليه ، فقلت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته . فقال ابن عباس : انته إلى ما انتهيت إليه الملائكة ، ثم تلا { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت } .

وأخرج البيهقي عن ابن عباس أن سائلاً قام على الباب وهو عند ميمونة رضي الله عنها فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته وصلواته ومغفرته ، فقال ابن عباس : انتهوا بالتحية إلى ما قال الله { ورحمة الله وبركاته } .

وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن عطاء قال : كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما ، فجاء سائل فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته وصلواته . فقال ابن عباس : ما هذا السلام ، وغضب حتى احمرت وجنتاه ، إن الله حد للسلام حداً ثم انتهى ونهى عما وراء ذلك ، ثم قرأ { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد } .

وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما . أن رجلاً قال له : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته . فانتهره ابن عمر وقال : حسبك إذا انتهيت إلى وبركاته إلى ما قال الله .