الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ} (82)

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها } قال : لما أصبحوا عدا جبريل على قريتهم فنقلها من أركانها ، ثم أدخل جناحه ، ثم حملها على خوافي جناحيه بما فيها ، ثم صعد بها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ، ثم قلبها فكان أول ما سقط منها سرادقها ، فلم يصب قوماً ما أصابهم إن الله طمس على أعينهم ، ثم قلب قريتهم وأمطر عليهم حجارة من سجيل .

وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه قال : لما أصبحوا نزل جبريل عليه السلام فاقتلع الأرض من سبع أرضين ، فحملها حتى بلغ السماء الدنيا ، ثم أهوى بها جبريل إلى الأرض .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح . أن جبريل عليه السلام أتى قرية لوط فأدخل يده تحت القرية ، ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وأصوات الدياك ، وأمطر الله عليهم الكبريت والنار .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه . أن جبريل عليه السلام اجتث مدينة قوم لوط من الأرض ، ثم رفعها بجناحه حتى بلغ بها حيث شاء الله ، ثم جعل عاليها سافلها .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : حدثت أن الله تعالى بعث جبريل عليه السلام إلى المؤتفكة ، مؤتفكة قوم لوط فاحتملها بجناحه ، ثم صعد بها حتى أن أهل السماء ليسمعون نباح كلابهم وأصوات دجاجهم ، ثم اتبعها الله بالحجارة يقول الله تعالى { جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل } فأهلكها الله ومن حولها من المؤتفكات ، فكن خمساً صنعة وصغرة وعصرة ودوماً وسدوم ، وهي القرية العظمى .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال : ذكر لنا أنها ثلاث قرى فيها من العدد ما شاء الله أن يكون من الكثرة ، ذكر لنا أنه كان منها أربعة آلاف ألف ، وهي سدوم قرية بين المدينة والشام .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { حجارة من سجيل } قال : من طين . وفي قوله { مسوّمة } قال : السوم بياض في حمرة .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { حجارة من سجيل } قال : هي بالفارسية سنك وكل حجر وطين . وفي قوله { مسوّمة } قال : معلمة .

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { حجارة من سجيل } قال : بالفارسية أوّلها حجارة وآخرها طين . وفي قوله { مسوّمة } قال : معلمة .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه { حجارة من سجيل } قال : هي كلمة أعجمية عربت سنك وكل .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما { حجارة من سجيل } قال : حجارة فيها طين .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { حجارة من سجيل } قال : من طين { منضود } مصفوفة { مسوّمة } مطوّقة بها نصح من حمرة { وما هي من الظالمين ببعيد } لم يبرأ منها ظالم بعدهم .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع رضي الله عنه في قوله { منضود } قال : قد نضد بعضه على بعض . وفي قوله { مسوّمة } قال : عليها سيما خطوط صفر .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه قال : حجارة مسوّمة لا تشاكل حجارة الأرض .

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { حجارة من سجيل } قال : السماء الدنيا ، والسماء الدنيا اسمها سجيل .

وأخرج ابن شيبة عن ابن سابط رضي الله عنه في قوله { حجارة من سجل } قال : هي بالفارسية .