الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَجَآءَهُۥ قَوۡمُهُۥ يُهۡرَعُونَ إِلَيۡهِ وَمِن قَبۡلُ كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ هَـٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخۡزُونِ فِي ضَيۡفِيٓۖ أَلَيۡسَ مِنكُمۡ رَجُلٞ رَّشِيدٞ} (78)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وجاءه قومه يهرعون إليه } قال : يسرعون { ومن قبل كانوا يعملون السيئات } قال : يأتون الرجال .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { وجاءه قومه يهرعون إليه } قال : ويسعون إليه .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل { يهرعون إليه } قال : يقبلون إليه بالغضب . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

أتونا يهرعون وهم أسارى*** سيوفهم على رغم الأنوف

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله { ومن قبل كانوا يعملون السيئات } قال : ينكحون الرجال .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { قال يا قوم هؤلاء بناتي } قال : ما عرض لوط عليه السلام بناته على قومه لا سفاحاً ولا نكاحاً إنما قال : هؤلاء بناتي نساؤكم ، لأن النبي إذا كان بين ظهري قوم فهو أبوهم ، قال الله في القرآن { وأزواجه أمهاتهم } [ الأحزاب : 6 ] وهو أبوهم في قراءة أبي رضي الله عنه .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد { هؤلاء بناتي } قال : لم تكن بناته ولكن كن من أمته وكل نبي أبو أمته .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : إنما دعاهم إلى نسائهم ، وكل نبي أبو أمته .

وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن السدي في قوله { هؤلاء بناتي } قال : عرض عليهم نساء أمته كل نبي فهو أبو أمته ، وفي قراءة عبد الله { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم } [ الأحزاب : 6 ] .

وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال : لما سمعت الفسقة بأضياف لوط جاءت إلى باب لوط ، فأغلق لوط عليهم الباب دونهم ثم اطلع عليهم فقال : هؤلاء بناتي . فعرض عليهم بناته بالنكاح والتزويج ولم يعرضها عليهم للفاحشة ، وكانوا كفاراً وبناته مسلمات ، فلما رأى البلاء وخاف الفضيحة عرض عليهم التزويج ، وكان اسم ابنتيه إحداهما رغوثا والأخرى رميثا ، ويقال : ديونا إلى قوله { أليس منكم رجل رشيد } أي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فلما لم يتناهوا ولم يردهم قوله ولم يقبلوا شيئاً مما عرض عليهم من أمر بناته قال { لو أن لي بكم قوّة أو آوي إلى ركن شديد } يعني عشيرة أو شيعة تنصرني لحلت بينكم وبين هذا ، فكسروا الباب ودخلوا عليه ، وتحوّل جبريل في صورته التي يكون فيها في السماء ، ثم قال : يا لوط لا تخف نحن الملائكة لن يصلوا إليك ، وأمرنا بعذابهم . فقال لوط : يا جبريل الآن تعذبهم - وهو شديد الأسف عليهم - قال جبريل : موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب . قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن الله يعبي العذاب في أوّل الليل إذا أراد أن يعذب قوماً ثم يعذبهم في وجه الصبح .

قال : فهيئت الحجارة لقوم لوط في أول الليل لترسل عليهم غدوة الحجارة ، وكذلك عذبت الأمم عاد وثمود بالغداة ، فلما كان عند وجه الصبح عمد جبريل إلى قرى لوط بما فيها من رجالها ونسائها وثمارها وطيرها فحواها وطواها ثم قلعها من تخوم الثرى ، ثم احتملها من تحت جناحه ، ثم رفعها إلى السماء الدنيا فسمع سكان سماء الدنيا أصوات الكلاب والطير والنساء والرجال من تحت جناح جبريل ، ثم أرسلها منكوسة ، ثم أتبعها بالحجارة وكانت الحجارة للرعاة والتجار ومن كان خارجاً عن مدائنهم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : عرض عليهم بناته تزويجاً ، وأراد أن يقي أضيافه بتزويج بناته .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { هؤلاء بناتي هن أطهر لكم } قال : أمرهم هود بتزويج النساء ، وقال : هن أطهر لكم .

وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه { ولا تخزونِ في ضيفي } يقول : ولا تفضحوني .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه { أليس منكم رجل رشيد } قال : رجل يأمر بمعروف وينهى عن المنكر .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما { أليس منكم رجل رشيد } قال : رجل يأمر بمعروف وينهى عن منكر .

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما { أليس منكم رجل رشيد } قال : واحد يقول لا إله إلا الله .

وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة . مثله .