الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَتۡ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزٞ وَهَٰذَا بَعۡلِي شَيۡخًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عَجِيبٞ} (72)

فضحكت وقالت { قَالَتْ يَوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ } الآية ، وقيل : ضحكت سروراً بالأمن عليهم لما قالوا : لا تخف وقال مجاهد وعكرمة : فضحكت أي حاضت في الوقت ، تقول العرب : ضحكت الأرنب إذا حاضت ، وقال الشاعر :

وضحكت الأرانب فوق الصفا *** كمثل دم الخوف يوم اللقا

{ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } قال ابن عباس والشعبي : الوراء ولد الولد ، واختلف القّراء في قوله : يعقوب ، فنصبه ابن عامر وعاصم وقيل : في موضع جر في الصفة أي من وراء إسحاق بيعقوب ، فلمّا حذف الباء نصب ، وقيل : بإضمار فعل له ، ووهبنا له يعقوب . ورفعه الآخرون على خبر حذف الصفة ، فلمّا بُشّرت بالولد والحفيد

{ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } [ الذاريات : 29 ] أي ضر الله تعجباً { قَالَتْ يَوَيْلَتَى } والأصل : يا ويلتاه { أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ } وكانت لتسعين سنة في قول ابن إسحاق ، وتسع وتسعين سنة في قول مجاهد .

{ وَهَذَا بَعْلِي } زوجي سمي بذلك لأنه قيّم أمرها كما سمّي مالك الشيء بعله ، والنخل الذي استغنى بالأمطار عن ماء الأنهار يسمّى بعلا { شَيْخاً } وكان إبراهيم ابن مائة سنة في قول مجاهد ، وعشرين ومائة سنة في قول ابن إسحاق .

{ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ }