الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ} (81)

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أغلق لوط على ضيفه الباب فجاؤوا فكسروا الباب فدخلوا ، فطمس جبريل أعينهم فذهبت أبصارهم قالوا : يا لوط جئتنا بسحرة فتوعدوه ، فأوجس في نفسه خيفة إذا قد ذهب هؤلاء يؤذونني . قال جبريل { لا تخف إنا رسل ربك . . . } إن موعدهم الصبح ، قال لوط : الساعة . قال جبريل { أليس الصبح بقريب } قال : الساعة . فرفعت حتى سمع أهل سماء الدنيا نبيح الكلاب ، ثم أقبلت ورموا بالحجارة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { فأسر بأهلك } يقول : سر بهم .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { بقطع من الليل } قال : جوف الليل .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { بقطع } قال سواد من الليل .

وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله { بقطع من الليل } قال : بطائفة من الليل .

وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس رضي الله عنهما . أن نافع بن الأزرق رضي الله عنه قال له : أخبرني عن قول الله { فأسر بأهلك بقطع من الليل } ما القطع ؟ قال : آخر الليل سحر . قال مالك بن كنانة :

ونائحة تقوم بقطع ليل *** على رجل أهانته شعوب

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ولا يلتفت منكم أحداً } قال : لا يتخلف .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ولا يلتفت منكم أحداً } قال : لا ينظر وراءه أحد { إلا امرأتك } .

وأخرج أبو عبيد وابن جرير عن هرون رضي الله عنه قال : في حرف ابن مسعود رضي الله عنه « فاسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك » .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال : ذكر لنا أنها كانت مع لوط لما خرج من الطرية ، فسمعت الصوت فالتفتت ، فأرسل الله عليها حجراً فأهلكها . فهي معلوم مكانها شاذة عن القوم ، وهي في مصحف عبد الله « ولقد وفينا إليه أهله كلهم إلا عجوزاً في الغبر » قال : ولما قيل له إن موعدهم الصبح . قال : إني أريد أعجل من ذلك . قال { أليس الصبح بقريب } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : قال لوط : أهلكوهم الساعة .

قالوا : إنا لن نؤمر إلا بالصبح { أليس الصبح بقريب } .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : قال له لوط : أهلكوهم الساعة . قال له جبريل عليه السلام { إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب } فأنزلت على لوط { أليس الصبح بقريب } قال : فأمره أن يسري بأهله بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأته ، فسار فلما كانت الساعة التي أهلكوا فيها أدخل جبريل عليه السلام جناحه ، فرفعها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلاب ، فجعل عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ، وسمعت امرأة لوط الهدة فقالت : واقوماه . . . ! فأدركها حجر فقتلها .

وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي الحلة قال : رأيت امرأة لوط قد مسخت حجراً تحيض عند كل رأس شهر .