ثم نعت تلك الدار ، فقال : ( جنات عدن يدخلونها ) قال أهل التأويل : ( عدن ) هو بطنان الجنة ، وهو وسطها . وقال بعضهم : ( عدن ) هو الإقامة ، أي جنات يقيمون فيها ، يقال : عدن أي أقام .
وقوله تعالى : ( وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) فإن قيل : كيف خص بالذكر الآباء والأزواج والذرية ؟ وهم قد دخلوا في قوله : ( الذين يوفون بعهد الله )[ الآية : 20 ] وفي قوله : ( يصلون ما أمر الله به أن يوصل ) ( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم )[ الآيتين : 21و22 ] فما معنى تخصيصهم بالذكر ؟ [ قيل ][ ساقطة من الأصل وم ] هذا يحتمل [ وجهين :
أحدهما ][ في الأصل وم : وجوها أحدها ] : أنهم أسلموا ، فاخترموا أي ماتوا لما أسلموا ، ولم يكن لهم مما ذكر من الخيرات والحسنان . فأخبر أن هؤلاء يدخلونها ، ويلحقون بأولئك .
والثاني : لم يبلغوا الدرجة التي بلغ أولئك ، فأخبر صلى عز وجل أنه يبلغهم درجة أولئك ، ويلحقهم بهم[ في الأصل وم : به ] كقوله : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) الآية[ الطور : 21 ] يضم بعضهم إلى بعض في الآخرة كما كانوا في الدنيا يضم كل ذي قرين في الدنيا قرينه إليه في الآخرة .
وفي قوله : ( ومن صلح من آبائهم ) إلى آخر ما ذكر ، وهو ما قال لنوح : ( إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح )[ هود : 46 ] دل هذا أن صلاح والده أو قريبه لا يجدي له نفعا في الآخرة ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ) هذا يحتمل [ وجهين :
أحدهما ][ ساقطة من الأصل وم ] : أن يكون لمقامهم ومنازلهم أبواب ، فيدخل عليهم من كل باب ملك .
والثاني[ أدرج بعدها في الأصل وم : يحتمل ] : أن يكون يأتي كل ملك بالتحفة التي أتى بها الآخر على اختلاف خيراتهم وقد أعمالهم من كل باب أي من كل نوع من التحف . وفيه وجهان :
أحدهما : أن الملائكة يكونون خدم أهل الجنة ، وفي ذلك تفضيل عليهم .
[ والثاني : أن يكونوا ][ في الأصل وم : أو أن يكون ] : على حق المصاحبة لما أحبوا هم أهل الخير من البشر في الدنيا ، فجعل الله بينهم الرفقة والصحبة في الآخرة ، والله أعلم بذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.