الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ إِمۡلَٰقٖۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡۚ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ خِطۡـٔٗا كَبِيرٗا} (31)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق } أي خشية الفاقة . وكان أهل الجاهلية يقتلون البنات خشية الفاقة ، فوعظهم الله في ذلك وأخبرهم أن رزقهم ورزق أولادهم على الله فقال : { نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيراً } أي إثماً كبيراً .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { خشية إملاق } قال : مخافة الفاقة والفقر .

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { خشية إملاق } قال : مخافة الفقر . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الشاعر وهو يقول :

وإني على الاملاق يا قوم ماجد *** اعدّ لأضيافي الشواء المطهيا

وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله : { خطأ } قال : خطيئة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ { خطأ كبيراً } مهموزة من قبل الخطأ والصواب .

وأخرج أحمد وأبو يعلى ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كانت له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات اتقى الله وقام عليهن كان معي في الجنة هكذا وأشار بأصابعه الأربع » .

وأخرج أحمد وابن منيع ، عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كن له ثلاث بنات يمونهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة ألبتة » قيل : يا رسول الله ، فإن كن اثنتين ؟ قال : وإن كن اثنتين .

وأخرج أحمد والترمذي ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة » .

وأخرج أحمد والطبراني والحاكم ، عن سراقة بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : «يا سراقة ألا أدلك على أعظم الصدقة ؟ » قال : بلى يا رسول الله . قال : «إن ابنتك مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك » .