الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِمَّا تُعۡرِضَنَّ عَنۡهُمُ ٱبۡتِغَآءَ رَحۡمَةٖ مِّن رَّبِّكَ تَرۡجُوهَا فَقُل لَّهُمۡ قَوۡلٗا مَّيۡسُورٗا} (28)

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال : جاء ناس من مزينة يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «لا أجد ما أحملكم عليه » { تولوا وأعينهم تفيض من الدمع } [ التوبة : 92 ] حزناً ظنوا ذلك ، من غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى { وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك } الآية . قال : الرحمة ، الفيء .

وأخرج ابن جرير من طريق الخراساني ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ابتغاء رحمة } قال : رزق .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها } قال : انتظار رزق الله .

وأخرج ابن جرير ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { وإما تعرضن عنهم } يقول : لا تجد شيئاً تعطيهم { ابتغاء رحمة من ربك } يقول : انتظار رزق الله من ربك ، نزلت فيمن كان يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - من المساكين .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { فقل لهم قولاً ميسوراً } قال : ليناً سهلاً ، سيكون إن شاء الله تعالى فأفعل ، سنصيب إن شاء الله فأفعل .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { فقل لهم قولاً ميسوراً } يقول : قل لهم نعم وكرامة ، وليس عندنا اليوم ، فإن يأتنا شيء نعرف حقكم .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : { قولاً ميسوراً } قال : قولاً جميلاً ، رزقنا الله وإياك بارك الله فيك .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { فقل لهم قولاً ميسوراً } قال : العدة . قال سفيان : والعدة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دين ، والله أعلم .