الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡـُٔولٗا} (34)

وأخرج ابن جرير ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن } قال : كانوا لا يخالطونهم في مال ، ولا مأكل ، ولا مركب ، حتى نزلت { وإن تخالطوهم فإخوانكم } [ البقرة : 220 ] .

أخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً } قال : يوم أنزلت هذه كان إنما يسأل عنه ، ثم يدخل الجنة ، فنزلت { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة } [ آل عمران : 77 ] .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : { إن العهد كان مسؤولاً } قال : يسأل الله ناقض العهد عن نقضه .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : { إن العهد كان مسؤولاً } قال : لا يسأل عهده من أعطاه إياه .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قال : ثلاث تُؤدى إلى البر والفاجر ، العهد يوفى إلى البر والفاجر ، وقرأ { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً } .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال : من نكث بيعة ، كانت ستراً بينه وبين الجنة . قال : وإنما تهلك هذه الأمة بنكثها عهودها .