الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِي مُدۡخَلَ صِدۡقٖ وَأَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقٖ وَٱجۡعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلۡطَٰنٗا نَّصِيرٗا} (80)

أخرج أحمد والترمذي وصححه ، وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه ، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل والضياء في المختارة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ، ثم أمر بالهجرة فأنزل الله تعالى { وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً } .

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { وقل رب أدخلني مدخل صدق . . . } الآية . قال : أخرجه الله من مكة { مخرج صدق } وأدخله المدينة { مدخل صدق } قال : وعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان ، فسأل سلطاناً نصيراً لكتاب الله تعالى وحدوده وفرائضه وإقامة كتاب الله تعالى ، فإن السلطان عزة من الله تعالى جعلها بين عباده ، ولولا ذلك لغار بعضهم على بعض وأكل شديدهم ضعيفهم .

وأخرج الخطيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : والله لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن .

وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة ، عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في الآية قال : جعل الله { مدخل صدق } المدينة { ومخرج صدق } مكة و { سلطاناً نصيراً } الأنصار .

وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه قرأ «أدخلني مَدْخَلَ صدق وأخرجني مَخْرَجَ صدق » بفتح الميم .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { أدخلني مدخل صدق } يعني ، الموت { وأخرجني مخرج صدق } يعني ، الحياة بعد الموت .