فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَئِن شِئۡنَا لَنَذۡهَبَنَّ بِٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِۦ عَلَيۡنَا وَكِيلًا} (86)

{ وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً ( 86 ) } .

ولما بين سبحانه ما آتاهم من العلم إلا قليلا بين أنه لو شاء أن يأخذ منهم هذا القليل لفعل فقال : { وَلَئِن } اللام هي الموطئة الدالة على القسم المقدر ، أي والله لئن { شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } وبقيت كما كنت ما تدري ما الكتاب وهذا جواب القسم وجواب الشرط محذوف ، أي ذهبنا به على القاعدة في اجتماع الشرط والقسم من حذف جواب المتأخر استغناء عنه بجواب المتقدم . قال الزجاج : أي لو شئنا لمحوناه من القلوب ومن الكتب حتى لا يوجد له أثر ، انتهى . وعبر عن القرآن بالموصول تفخيما لشأنه { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ } بالقرآن { عَلَيْنَا وَكِيلاً } أي من يتوكل علينا في رد شيء منه بعد أن ذهبنا به ويتعهد ويلتزم استرداده بعد رفعه كما يلتزم الوكيل ذلك فيما يتوكل عليه .