الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِنۡهُ وَتَنشَقُّ ٱلۡأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلۡجِبَالُ هَدًّا} (90)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { لقد جئتم شيئاً إدّاً } قال : قولاً عظيماً . وفي قوله : { تكاد السماوات يتفطرن منه } الآية . قال : إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق ، إلا الثقلين ، وكادت تزول منه لعظمة الله : وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك ، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين . وفي قوله : { وتخر الجبال هدّاً } قال : هدماً .

وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عون ، عن ابن مسعود قال : إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان ، هل مر بك اليوم أحد ذكر الله ؟ فإذا قال نعم ، استبشر . قال عون : أفيسمعن الزور إذا قيل ، ولا يسمعن الخير ؟ ! هي للخير اسمع . وقرأ { وقالوا اتخذ الرحمن ولداً } الآيات .

وأخرج أبو الشيخ في العظمة ، عن محمد بن المنكدر قال : بلغني أن الجبلين إذا أصبحا ، نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه فيقول : أي فلان ، هل مر بك ذاكر لله ؟ فيقول : نعم . فيقول : لقد أقر الله عينك ، ولكن ما مر بي ذاكر لله عز وجل اليوم .

وأخرج الحاكم وصححه ، عن أبي أمامة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ « تكاد السماوات ينفطرن » بالياء والنون { وتخر الجبال } بالتاء .

وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { يتفطرن منه } قال : الانفطار الانشقاق .

وأخرج أبو الشيخ ، عن الضحاك في قوله : { تكاد السماوات يتفطرن منه } قال : يتشققن من عظمة الله .

وأخرج ابن المنذر ، عن هرون قال : في قراءة ابن مسعود { تكاد السماوات يتفطرن } بالياء .