الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِنۡهُ وَتَنشَقُّ ٱلۡأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلۡجِبَالُ هَدًّا} (90)

ثم قال تعالى : { يكاد السموات يتفطرن منه }[ 91 ] .

أي : يتشققن مما قلتم .

{ وتنشق الأرض } أي : تتصدع .

{ وتخر الجبال هدا } أي : يسقط بعضها على بعض سقوطا .

وقال ابن عباس : ( هدا ) هدما{[44764]} .

والهد الأنقاض .

وقال ابن عباس : إن الشرك فزعت منه السماوات ، والأرض ، والجبال ، وجميع الخلائق ، إلا الثقلين{[44765]} ، وكدن أن يزلن منه لعظمة الله . وكما لا ينفع مع{[44766]} الشرك إحسان المشرك كذلك نرجو أن يغفر ذنوب الموحدين مع التوحيد{[44767]} .

قال القرظي : لقد كاد عباد{[44768]} الله أن يقيموا علينا الساعة{[44769]} .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لقنوا موتاكم{[44770]} شهادة أن لا إله إلا الله . من قالها عند موته وجبت له الجنة " ، قالوا : يا رسول الله ، فمن قالها في صحته ؟ قال : تلك أوجب وأوجب . ثم قال : والذي نفسي بيده ، لو جيء بالسموات والأرض وما فيهن وما بينهن ، وما تحتهن ، فوضعن في كفة الميزان ، ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى ، لرجحت بهن{[44771]} .

قال كعب : غضبت الملائكة ، واستعرت جهنم حين قالوا ما قالوا{[44772]} .


[44764]:انظر: جامع البيان 16/130 وتفسير القرطبي 11/157 وابن كثير 3/139.
[44765]:ز: الثقلان.
[44766]:ز: من: (تحريف).
[44767]:انظر: جامع البيان 16/130 وتفسير القرطبي 11/158 والبحر المحيط 6/218 والدر المنثور 4/286.
[44768]:ز: أعداء.
[44769]:انظر: أحكام القرآن لابن العربي 3/1253.
[44770]:ز: أمواتكم.
[44771]:انظر: سنن النسائي 4/5 (كتاب الجنائز، باب تلقين الميت) ومسند أحمد 3/3 وسنن الترمذي 2/225 (الجنائز، باب 7).
[44772]:انظر: جامع البيان 16/130 وتفسير ابن كثير 3/139.