الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ} (100)

وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت : ويل لأهل المعاصي من أهل القبور ، يدخل عليهم في قبورهم حيات سود ، حية عند رأسه وحية عند رجليه يضربانه حتى يلتقان في وسطه . فذلك العذاب في البرزخ الذي قال الله { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { قال رب ارجعون } قال : هذا حين يعاين قبل أن يذوق الموت .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال : زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة « إن المؤمن إذا عاين الملائكة قالوا : نرجعك إلى الدنيا ؟ فيقول : إلى دار الهموم والأحزان ؟ بل قُدُماً إلى الله . وأما الكافر فيقولون له : نرجعك ؟ فيقول : { رب ارجعون ، لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } » .

وأخرج الديلمي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا حضر الإنسان الوفاة يجمع له كل شيء يمنعه عن الحق فيحول بين عينيه ، فعند ذلك يقول { رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } » .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } قال : لعلي أقول لا إله إلا الله .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله { لعلي أعمل صالحاً } قال : أقول لا إله إلا الله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن حسين في قوله { ومن ورائهم برزخ } قال : أمامهم .

وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الحيلة عن مجاهد في قوله { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } قال : هو ما بين الموت إلى البعث .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : { البرزخ } الحاجز ما بين الدنيا والآخرة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } قال : حاجز بين الميت والرجوع إلى الدنيا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : { البرزخ } ما بين الدنيا والآخرة . ليس مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون ، ولا مع أهل الآخرة يجازون بأعمالهم .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال : { البرزخ } بين الدنيا والآخرة .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : { البرزخ } بقية الدنيا .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { ومن ورائهم برزخ } قال : أهل القبور في برزخ ما بين الدنيا والآخرة ، هم فيه إلى يوم يبعثون .

وأخرج عبد بن حميد عن الربيع قال : { البرزخ } القبور .

وأخرج بن أبي حاتم عن أبي صخر قال : { البرزخ } المقابر . لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة ، فهم مقيمون إلى يوم يبعثون .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وسمويه في فوائده عن أبي أمامة أنه شهد جنازة ، فلما دفن الميت قال : هذا برزخ إلى يوم يبعثون .

وأخرج هناد عن أبي محلم قال : قيل للشعبي مات فلان قال : ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة . هو في البرزخ .

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله { ومن ورائهم برزخ } قال : ما بعد الموت .