قوله : { لعلي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } أي : ضيّعتُ . أي : أقول{[33352]} لا إله إلاَّ الله{[33353]} .
وقيل : أعمل بطاعة الله تعالى . وقيل : أعمل صالحاً فيما قصّرتُ ، فيدخل فيه العبادات البدنية والمالية ، وهذا أقرب ، لأنهم تمنوا الرجعة ليصلحوا ما أفسدوه{[33354]} . فإن قيل : قوله تعالى : { لعلي أَعْمَلُ صَالِحاً } كيف يجوز أن يسأل الرجعة مع الشك .
فالجواب : ليس المراد ب «لَعَّلَ » الشك فإِنَّه في هذا الوقت باذل للجهد في العزم على الطاعة إن أعطي ما{[33355]} سأل ، فهو مِثْل من قَصّر في حق نفسه ، وعرف سوء عاقبة ذلك التقصير ، فيقول : مكنُونِي من{[33356]} التدارك{[33357]} لعلى أتدارك فيقول هذه الكلمة مع كونه جازماً بأنه سيتدارك .
ويحتمل أيضا أن الأمر المستقبل إذا لم يعرفوه أوردوا الكلام الموضوع للترجي والظن دون اليقين فقد قال تعالى : { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ }{[33358]} {[33359]} [ الأنعام : 28 ] .
قوله : «كَلاَّ »{[33360]} كلمة ردع وزجر أي : لا ترجع . معناه المنع طلبوا{[33361]} ، كما يقال لطالب الأمر المُسْتبعد : هَيْهَات . ويحتمل أن يكون ذلك إخباراً بأنهم يقولون ذلك ، وأنّ هذا الخبر حق ، فكأنّه تعالى قال : حقاً إنّها كلمة هو قائلها . والأول أقرب {[33362]} .
قوله : «إِنَّهَا كَلِمةٌ » من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل كقوله : «أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد }{[33363]} يعني قوله :
أَلاَ كُلُّ شَيءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِل{[33364]} *** . . .
وقد تقدم طرف من هذا في آل عمران{[33365]} . و «هُوَ قَائِلُهَا » صفة ل «كَلِمَة » .
والمراد بالكلمة : سؤاله الرجعة : كلمة هو قائلها ولا ينالها ، وقيل : معناه لا يخليها ولا يسكت عنها لاستيلاء الحسرة عليه{[33366]} .
قوله : «وَمِنْ وَرَائِهِمْ » أي : أمامهم وبين أيديهم{[33367]} . «بَرْزَخٌ » البرزخ : الحاجز بين المسافتين{[33368]} وقيل : الحجاب بين الشيئين أن يصل أحدهما إلى الآخر{[33369]} ، وهو بمعنى الأوّل .
وقال الراغب : أصلة برْزَة بالهاء فعُرّب ، وهو في القيامة الحائل بين الإنسان وبين المنازل الرفيعة{[33370]} والبرزخ قبل البعث المنع بين الإنسان وبين الرجعة التي يتمناها .
قال مجاهد : حجاب بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا . ( وقال قتادة : بقيّة الدنيا ) {[33371]} .
قال الضحاك : البرزخ ما بين الموت إلى البعث . وقيل : القبر وهم فيه إلى يوم يبعثون{[33372]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.