الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ} (100)

{ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } صنعت { كَلاَّ } أي لا يرجع إليها ، وهي كلمة ردع وزجر { إِنَّهَا } يعني سؤاله الرجعة { كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا } ولا ينالها .

" روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا : نرجعك الى الدنيا ؟ فيقول : الى دار الهموم والأحزان ؟ بل قدما إلى الله عزَّ وجلّ ، وأمّا الكافر فيقول { رَبِّ ارْجِعُونِ } الآية " .

{ وَمِن وَرَآئِهِمْ } أمامهم { بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } أي حاجز بين الموت والرجوع الى الدنيا عن مجاهد ، ابن عباس : حجاب ، السدّي : أجل ، قتادة : بقيّة الدنيا ، الضحّاك وابن زيد : ما بين الموت إلى البعث ، أبو أمامة : القبر ، وقيل : الإمهال لا يفتخرون بالأنساب في الآخرة كما كانوا يفتخرون .