الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَيَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلۡغَمَٰمِ وَنُزِّلَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ تَنزِيلًا} (25)

أخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الأهوال وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس أنه قرأ : { ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً } قال : يجمع الله الخلق يوم القيامة في صعيد واحد . الجن والإِنس والبهائم والسباع والطير وجميع الخلق ، فتشقق السماء الدنيا ، فينزل أهلها وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإِنس وجميع الخلق ، فيحيطون بالجن والإنس وجميع الخلق فيقول أهل الأرض : أفيكم ربنا ؟ فيقولون : لا .

ثم تشقق السماء الثانية ، فينزل أهلها ، وهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن الجن والإِنس وجميع الخلق ، فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والإنس وجميع الخلق .

ثم ينزل أهل السماء الثالثة ، فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والإنس وجميع الخلق .

ثم ينزل أهل السماء الرابعة ، وهم أكثر من أهل الثالثة والثانية والأولى وأهل الأرض ، ثم ينزل أهل السماء الخامسة وهم أكثر ممن تقدم ، ثم أهل السماء السادسة كذلك ، ثم أهل السماء السابعة . وهم أكثر من أهل السموات وأهل الأرض ، ثم ينزل ربنا في ظلل من الغمام وحوله الكروبيون ، وهم أكثر من أهل السموات السبع والإنس والجن وجميع الخلق ، لهم قرون ككعوب القنا ، وهم حملة العرش ، لهم زجل بالتسبيح والتحميد والتقديس لله تعالى ، ومن أخمص قدم أحدهم إلى كعبه مسيرة خمسمائة عام ، ومن كعبه إلى ركبته خمسمائة عام ، ومن ركبته إلى فخذه مسيرة خمسمائة عام ، ومن فخذه إلى ترقوته مسيرة خمسمائة عام ، ومن ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة عام ، وما فوق ذلك خمسمائة عام .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك { ويوم تشقق السماء بالغمام } قال : هو قطع السماء إذا انشقت .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد { ويوم تشقق السماء بالغمام } قال : هو الذي قال { في ظلل من الغمام } [ البقرة : 120 ] الذي يأتي الله فيه يوم القيامة .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية . يقول : تشقق عن الغمام الذي يأتي الله فيه . غمام زعموا في الجنة .