الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ لَوۡلَآ أُوتِيَ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰٓۚ أَوَلَمۡ يَكۡفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ قَالُواْ سِحۡرَانِ تَظَٰهَرَا وَقَالُوٓاْ إِنَّا بِكُلّٖ كَٰفِرُونَ} (48)

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون } قال : هم أهل الكتاب . يقول بالكتابين التوراة والفرقان فقال الله { قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين } .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه { لولا أوتي مثل ما أوتي موسى } قال : يهود تأمر قريشاً أن تسأل محمداً { مثل ما أوتي موسى . . . من قبل } يقول الله لمحمد : قل لقريش يقولون لهم { أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا } قال : قول يهود لموسى وهارون { وقالوا إنا بكل كافرون } قال : يهود تكفر أيضاً بما أوتي محمد .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل } قال : من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرج الطبراني عن ابن الزبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ { قالوا ساحران تظاهرا } .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ { قالوا ساحران تظاهرا } قال : موسى وهارون .

وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ " ساحران تظاهرا " بالألف قال : يعني موسى ومحمداً عليهما السلام .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه أنه كان يقرأ { سحران تظاهرا } قال : هما كتابان .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه { قالوا ساحران تظاهرا } يقول : التوراة والفرقان .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه { قالوا ساحران تظاهرا } قال : التوراة والفرقان حين صدق كل واحد منهما صاحبه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم الجحدري أنه كان يقرأ { سحران تظاهرا } يقول : كتابان التوراة والفرقان . ألا تراه يقول { فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما } .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي رزين رضي الله عنه أنه كان يقرأها { سحران تظاهرا } يقول : كتابان التوراة والإِنجيل .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { قالوا سحران تظاهرا } قال : ذلك أعداء الله اليهود للإِنجيل والقرآن قال : ومن قرأها « ساحران » يقول : محمد وعيسى .

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الكريم أبي أمية قال : سمعت عكرمة يقول { سحران } فذكرت ذلك لمجاهد فقال : كذب العبد قرأتها على ابن عباس « ساحران » فلم يُعِبْ علي .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن مجاهد قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما وهو بين الركن والباب والملتزم وهو متكئ على يدي عكرمة فقلت : أسحران تظاهرا ، أم ساحران ؟ فقلت ذلك مراراً فقال عكرمة « ساحران تظاهرا » اذهب أيها الرجل .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه { وقالوا إنا بكل كافرون } يقول : بالتوراة والقرآن .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد { وقالوا إنا بكل كافرون } قال : الذي جاء به موسى ، والذي جاء به عيسى .