محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ لَوۡلَآ أُوتِيَ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰٓۚ أَوَلَمۡ يَكۡفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ قَالُواْ سِحۡرَانِ تَظَٰهَرَا وَقَالُوٓاْ إِنَّا بِكُلّٖ كَٰفِرُونَ} (48)

{ فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى } أي من قلب العصا حية ، وفلق البحر ، وغيرهما من الآيات . تعنتا وعنادا ، كما قالوا {[6001]} { لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك } وما أشبه ذلك . وقوله { أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ } رد عليهم ، وإظهار لكون ما قالوه تعنتا محضا ، لا طلبا لما يرشدهم إلى الحق . أي أولم يكفر أبناء جنسهم ، ومن مذهبهم مذهبهم ، وعنادهم عنادهم وهم القبط ، بما أوتي موسى من الكتاب { قَالُوا } أي في موسى وهارون عليهما السلام ( ساحران ) { تَظَاهَرَا } أي تعاونا . وقرئ { سِحْرَانِ } أي ذو سحرين ؛ أو جعلوهما سحرين مبالغة { وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } .


[6001]:(11 هود 12).