الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُمۡ وَبَيۡنَ ٱلۡقُرَى ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَا قُرٗى ظَٰهِرَةٗ وَقَدَّرۡنَا فِيهَا ٱلسَّيۡرَۖ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا ءَامِنِينَ} (18)

وأخرج ابن جرير عن مجاهد { القرى التي باركنا فيها } قال : الشام .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها } قال : هي قرى الشام .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير ، مثله .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة } قال : كان فيما بين اليمن إلى الشام قرى متواصلة و { القرى التي باركنا فيها } الشام . كان الرجل يغدو فيقبل في القرية ، ثم يروح فيبيت في القرية الأخرى ، وكانت المرأة تخرج وزنبيلها على رأسها ، فما تبلغ حتى يمتلئ من كل الثمار .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن أبي ملكية في قوله { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة } قال : كانت قراهم متصلة ينظر بعضهم إلى بعض ، وثمرهم متدل فبطروا .

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله { وقدرنا فيها السير } قال : دانينا فيها السير .

وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله { وجعلنا بينهم } يعني بين مساكنهم { وبين القرى التي باركنا فيها } يعني الأرض المقدسة ( قرى ) فيما بين منازلهم والأرض المقدسة { ظاهرة } يعني عامرة مخصبة { وقدرنا فيها السير } يعني فيما بين مساكنهم وبين أرض الشام { سيروا فيها } يعني إذا ظعنوا من منازلهم إلى أرض الشام من الأرض المقدسة .

وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم في قوله { ظاهرة } قال : قرى بالشام .

18