الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِۦ جِنَّةُۢۗ بَلِ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ فِي ٱلۡعَذَابِ وَٱلضَّلَٰلِ ٱلۡبَعِيدِ} (8)

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم } قال : قال ذلك مشركو قريش { إذا مزقتم كل ممزق } يقول : إذا أكلتكم الأرض وصرتم عظاماً ورفاتاً . وتقطعتكم السباع والطير { إنكم لفي خلق جديد } إنكم ستحيون وتبعثون قالوا : ذلك تكذيباً به . { افترى على الله كذباً أم به جنة } قال : قالوا : إما أن يكون يكذب على الله ، وإما أن يكون مجنوناً . { أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض } قال : إنك إن نظرت عن يمينك ، وعن شمالك ، ومن بين يديك ، ومن خلفك رأيت السماء والأرض { إن نشأ نخسف بهم الأرض } كما خسفنا بمن كان قبلهم { أو نسقط عليهم كسفاً من السماء } أي قطعاً من السماء إن يشأ يعذب بسمائه فعل ، وان يشأ يعذب بأرضه فعل ، وكل خلقه له جند قال قتادة رضي الله عنه : وكان الحسن رضي الله عنه يقول : إن الزبد لمن جنود الله { إن في ذلك لآية لكل عبد منيب } قال قتادة : تائب مقبل على الله عز وجل .