الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَقَدۡ صَدَّقَ عَلَيۡهِمۡ إِبۡلِيسُ ظَنَّهُۥ فَٱتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (20)

أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه } قال إبليس : إن آدم خلق من تراب ، ومن طين ، ومن حمإ مسنون خلقاً ضعيفاً ، وإني خلقت من نار ، والنار تحرق كل شيء { لأحتنكن ذريته إلا قليلاً } [ الإسراء : 62 ] قال : فصدق ظنه عليهم فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين قال : هم المؤمنون كلهم .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأها { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه } مشددة قال : ظن بهم ظناً فصدقه .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه } قال : على الناس إلا من أطاع ربه .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه } ظن بهم فوافق ظنه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال : لما أهبط آدم عليه السلام من الجنة ومعه حوّاء عليها السلام هبط إبليس فرحاً بما أصاب منهما ، وقال : إذا أصبت من الأبوين ما أصبت فالذرية أضعف ، وكان ذلك ظناً من إبليس عند ذلك فقال : لا أفارق ابن آدم ما دام فيه الروح أغره ، وأمنيه ، وأخدعه ، فقال الله تعالى : « وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما لم يغرغر بالموت ، ولا يدعوني إلا أجبته ، ولا يسألني إلا أعطيته ، ولا يستغفرني إلا غفرت له » .