{ وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين 18 فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور 19 }
ومما كان من نعم بطروها وما شكروها أن الله متعهم في نقلهم وارتحالهم ، مثلما متعهم في مساكنهم ومحالهم ، فكان المسافر من اليمن إلى الأرض المباركة- الشام- لا يقطع قفرا ، ولا يجتاز بادية ، إنما يعبر طريقا مأهولة تنتشر على امتدادها المدائن والقرى ، متقاربة العمران ، يغدو الغادي من محلته فيقيل في قرية ، ويرتحل عشية فيمسي في أخرى ، وقيل : إنما قيل لها ظاهرة لظهورها ، أي إذا خرجت عن هذه ظهرت لك الأخرى ، كانوا يسيرون فيها إلى مقاصدهم إذا أرادوا آمنين ، فهو أمر بمعنى الخبر ، وفيه إضمار القول .
فلما بطروا ، وسئموا الراحة ، وغلبت عليهم شقوتهم ، دعوا قائلين : يا ربنا باعد بين أسفارنا ، كما قال بنو إسرائيل وقد سئموا ما رزقهم الله من المن والسلوى ، وتمنوا البقل والفوم والعدس والبصل وسألوا نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام أن يدعو ربه ليحقق سؤلهم وقد ضاقوا بطيبات ما رزقهم ربهم : - ) . . فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله . . ( {[3738]} ، وكما قال مشركو قريش : ) . . اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم( {[3739]} فأنزل الله تعالى بهم الخزي والهزيمة والبطشة الكبرى يوم بدر يوم الفرقان- فأجاب الله أهل سبأ إلى ما سألوا وشردهم في الآفاق ، وجعل بينهم وبين الأرض التي باركها الله-الشام- مفاوز وبراري وفلوات ، وبقيت بطشة الله بهم أحاديث يتمثل بها فيقال : تفرقوا أيدي سبأ ، أي كأولاد سبأ ، أو على طريق مجهزة كالطريق التي سلكتها سبأ ، إن في ذلك الذي صنعنا لعبرا لكل عبد صابر على قسم الله ، شكور لأنعمه{[3740]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.