السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ} (18)

ولما كانوا قد أنكروا الإسراء إنكاراً لم يقع لهم في غيره مثله زاد في تأكيده على وجه يعمّ غيره فقال تعالى : { لقد رأى } أي : أبصر ما أهلناه له من الرسالة تلك الليلة إبصاراً سارياً إلى البواطن غير مقتصر على الظواهر { من آيات ربه } أي : المحسن إليه بما لم يصل إليه أحد قبله ولا يصل إليه أحد بعده { الكبرى } أي : العظام أي بعضها ، واختلف في ذلك البعض فقيل جبريل عليه السلام رآه في صورته له ستمائة جناح . وقال الرازي : والظاهر أن هذه الآيات غير تلك لأنّ جبريل عليه السلام وإن كان عظيماً لكنه ورد في الأخبار أنّ لله تعالى ملائكة أعظم منه ، والكبرى تأنيث الأكبر فكأنه تعالى قال رأى من آيات ربه آيات هنّ أكبر الآيات وقيل رأى : رفرفاً أخضر سد الأفق وقيل : أراد ما رأى في تلك الليلة في مسيره وعوده ومن اجتماعه تلك الليلة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام في السماوات .