الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ} (18)

وقوله : { لَقَدْ رأى مِنْ آيات رَبِّهِ الكبرى } قال جماعة : معناه : لقد رأى الكبرى من آياتِ رَبِّهِ ، أي : مِمَّا يمكنُ أنْ يراها البشر ، وقال آخرون : المعنى : لقد رأى بَعْضاً من آيات رَبِّهِ الكبرى ، وقال ابن عباس وابن مسعود : رأى رفرفاً أخضرَ من الجنة ، قد سَدَّ الأفق .

( ت ) : وزاد الثعلبيُّ : وقيل : المعراج ، وما رأى في تلك الليلة في مسراه في عوده وبدئه ؛ دليلهُ قوله تعالى : { لِنُرِيَهُ مِنْ آياتنا } ، [ الإسراء : 1 ] الآية ، قال عِيَاضٌ : وقوله تعالى : { لَقَدْ رأى مِنْ آيات رَبِّهِ الكبرى } انحصرت الأفهام عن تفصيل ما أوحى ، وتاهت الأحلامُ في تعيين تلك الآيات الكبرى ، وقد اشتملت هذه الآيات على إعلام اللَّه بتزكية جملته عليه السلام وعِصْمَتِهَا من الآفات في هذا المسرى ، فزكى فؤادَه ولسانَه وجوارِحَه ؛ فقلبه بقوله تعالى : { مَا كَذَبَ الفؤاد مَا رأى } [ النجم : 11 ] ، ولسانَهُ عليه السلام بقوله تعالى : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى } [ النجم : 3 ] ، وبصرَهُ بقوله تعالى : { مَا زَاغَ البصر وَمَا طغى } اه .