الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوٓاْ أَوۡلَٰدَهُمۡ سَفَهَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفۡتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِۚ قَدۡ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ} (140)

أخرج البخاري وعبد بن حميد وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال : إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام { قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً } إلى قوله { وما كانوا مهتدين } .

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله { قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم } قال : نزلت فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة ، كان الرجل يشترط على امرأته إنك تئدين جارية وتستحبين أخرى ، فإذا كانت الجارية التي توأد غداً من عند أهله أو راح وقال : أنت علي كأمي إن رجعت إليك ولم تئديها ، فترسل إلى نسوتها فيحفرن لها حفرة فيتداولنها بينهن ، فإذا بصرن به مقبلاً دسسنها في حفرتها وسوّين عليها التراب .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم } قال : هذا صنع أهل الجاهلية ، كان أحدهم يقتل ابنته مخافة السباء والفاقة ويغذو كلبه . وفي قوله { وحرموا ما رزقهم الله } قال : جعلوا بحيرة وسائبة ووصيلة وحامياً تحكماً من الشيطان في أموالهم ، وجزأوا من مواشيهم وحروثهم ، فكان ذلك من الشيطان افتراء على الله .

وأخرج أبو الشيخ عن أبي رزين أنه قرأ { قد ضلوا قبل ذلك وما كانوا مهتدين } .