الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوٓاْ أَوۡلَٰدَهُمۡ سَفَهَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفۡتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِۚ قَدۡ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ} (140)

قوله سبحانه : { قَدْ خَسِرَ الذين قَتَلُواْ أولادهم سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ . . . } [ الأنعام :140 ] .

تتضمَّن التشنيع بسوء فعلهم ، والتَّعْجيبَ مِنْ سوء حالهم فيما ذَكَر ، قال عكرمة : وكان الوَأْدُ في رَبِيعَةَ وفِي مُضَرَ .

قال ( ع ) : وكان جمهورُ العرب لا يفعله ، ثم إنَّ فاعليه كان منهم مَنْ يفعله خَوْفَ العَيْلَة والافتقار ، وكان منهم من يفعله غَيْرَةً ، مخافةَ السِّبَاءِ ، و{ قَدْ ضَلُّواْ } : إخبارٌ عنهم بالحَيْرة ، { وَمَا كَانُواْ } : يريد في هذه الفَعْلَةِ ، ويحتمل أن يريدَ : وما كانوا قبل ضلالهم بهذه الفَعْلة مهتدين ، ولكنَّهم زادوا بهذه الفَعْلَةِ ضلالاً .