الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوٓاْ أَوۡلَٰدَهُمۡ سَفَهَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفۡتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِۚ قَدۡ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ} (140)

قوله : { قد خسر الذين قتلوا أولادهم } /{[22124]} الآية [ 141 ] .

المعنى : قد هلك الذين قتلوا أولادهم وحرموا ما رزقهم الله ، وهم الذين تقدم ذكرهم ، وقوله { سفها } أي : جهلا منهم ، افتراء عليه ، أي : كذبا عليه وتخرصا ، { قد ضلوا } أي : تركوا الحق في فعلهم ، { وما كانوا مهتدين } أي : لم يهتدوا إلى الحق في فعلهم ذلك ، ولا وقفوا له{[22125]} .

قال قتادة : نزلت فيمن يئد{[22126]} البنات من ربيعة ومضر ، كانوا يقتلون بناتهم خوف السباء والفاقة ، ونسبوا البنات إلى الله ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا ، وقوله : { وحرموا ما رزقهم الله } هو تحريمهم أكل البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي{[22127]} .


[22124]:جلها مطموس مع خرم أتى على جل أوائلها وبعض المواضع منها.
[22125]:انظر : تفسير الطبري 12/153، 154.
[22126]:د: يبد.
[22127]:ذكر (ربيعة ومضر) من قول عكرمة، ونسب البنات لله لم يرد في قول قتادة الذي ذكر (أهل الجاهلية) ولم يذكر القبيلتين: انظر: تفسير الطبري 12/154، 155.