الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞وَإِذَا رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ يَحۡسَبُونَ كُلَّ صَيۡحَةٍ عَلَيۡهِمۡۚ هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} (4)

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر كان مع كل رجل من أغنياء المؤمنين رجل من الفقراء يحمل له زاده وماءه ، فكانوا إذا دنوا من الماء تقدم الفقراء فاستقوا لأصحابهم ، فسبقهم أصحاب عبدالله بن أبيّ ، فأبوا أن يخلوا عن المؤمنين ، فحصرهم المؤمنون ، فلما جاء عبدالله بن أبيّ نظر إلى أصحابه فقال : والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، وقال : امسكوا عنهم البيع لا تبايعوهم . فسمع زيد بن أرقم قول ابن أبيّ : لئن رجعنا إلى المدينة ، وقوله : لا تنفقوا على من عند رسول الله ، فأخبر عمه النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبيّ وأصحابه ، فعجب من صورته وجماله ، وهو يمشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله : { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا تسمع لقولهم ، كأنهم خشب مسندة } فعرفه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبره حلف ما قاله ، فذلك قوله : { اتخذوا أيمانهم جنة وقالوا نشهد إنك لرسول الله } وذلك قوله : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله } وكل شيء أنزله في المنافقين فإنما أراد عبدالله ابن أبيّ .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله : { ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم } قال : أقروا بلا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وقلوبهم تأبى ذلك .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { كأنهم خشب مسندة } قال : نخل قيام .