الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتَوۡاْ عَلَىٰ قَوۡمٖ يَعۡكُفُونَ عَلَىٰٓ أَصۡنَامٖ لَّهُمۡۚ قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ} (138)

أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم } قال : على لخم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله { فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم } قال : هم لخم وجذام .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله { فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم } قال : تماثيل بقر من نحاس ، فلما كان عجل السامري شبه لهم أنه من تلك البقر ، فلذلك كان أول شأن العجل لتكون لله عليهم حجة فينتقم منهم بعد ذلك .

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة } قال : يا سبحان الله . . . ! قوم أنجاهم الله من العبودية ، وأقطعهم البحر ، وأهلك عدوهم ، وأراهم الآيات العظام ، ثم سألوا الشرك صراحية .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ، فمررنا بسدرة فقلت : يا رسول الله اجعل لنا هذه ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط ، وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة ويعكفون حولها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم « الله أكبر ، هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى { اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة } إنكم تركبون سنن الذين من قبلكم » .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني من طريق كثير بن عبد الله بن عوف عن أبيه عن جده قال : « غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح ونحن ألف ونيف ، ففتح الله له مكة وحنينا ، حتى إذا كنا بين حنين والطائف مررنا بشجرةٍ دنوا عظيمة سدرة كان يناط بها السلام فسميت ذات أنواط ، وكانت تُعبد من دون الله ، فلما رآها رسول الله صلى عليه وسلم صرف عنها في يوم صائف إلى ظل هو أدنى منها ، فقال له رجل يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . فقال رسول الله صلى عليه وسلم : «إنها السنن قلتم . والذي نفس محمد بيده كما قالت بنو إسرائيل { اجعل لنا آلهاً كما لهم آلهة } » .