محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ} (25)

{ فأخذه الله نكال الآخرة والأولى } أي عذبه عذابهما أي أن أخذه لم يكن مقصورا على الإغراق وحده بل نكل به وعذبه عذاب يوم القيامة و { نكال } مفعول مطلق ( أخذ ) بتأويل في الأول أو في الثاني والإضافة من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة ، وقيل الآخرة هي قوله { أنا ربكم الأعلى } والأولى هي تكذيبه موسى حين أراه الآية .

قال القفال وهذا كأنه هو الأظهر لأنه تعالى قال { فأراه الآية الكبرى فكذب وعصى ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى } فذكر المعصيتين ثم قال { فأخذه الله نكال الآخرة والأولى } فظهر أن المراد أنه عاقبه على هذين الأمرين انتهى .

وما ذكره القفال كان وقع في قلبي قبل أن أراه . وأراني في إيثار له .