وجملة : { قَالُواْ يا شُعَيْب مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا ممَّا تَقُولُ } مستأنفة كالجمل السابقة ، والمعنى : أنك تأتينا بما لا عهد لنا به من الإخبار بالأمور الغيبية ، كالبعث والنشور ، ولا نفقه ذلك : أي نفهمه كما نفهم الأمور الحاضرة المشاهدة ، فيكون نفي الفقه على هذا حقيقة لا مجازاً . وقيل : قالوا ذلك إعراضاً عن سماعه ، واحتقار الكلام مع كونه مفهوماً لديهم معلوماً عندهم ، فلا يكون نفي الفقه حقيقة بل مجازاً ، يقال : فقه يفقه : إذا فهم فِقْها وفَقها ، وحكى الكسائي فقهانا ، ويقال : فقه فقهاً : إذا صار فقيهاً { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا } أي : لا قوّة لك تقدر بها على أن تمنع نفسك منا ، وتتمكن بها من مخالفتنا . وقيل : المراد أنه ضعيف في بدنه ، قاله عليّ بن عيسى . وقيل : إنه كان مصاباً ببصره . قال النحاس : وحكى أهل اللغة أن حمير تقول للأعمى : ضعيف ، أي قد ضعف بذهاب بصره كما يقال له ضرير ، أي قد ضرّ بذهاب بصره . وقيل : الضعيف : المهين ، وهو قريب من القول الأوّل { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لرجمناك } رهط الرجل : عشيرته الذين يستند إليهم ، ويتقوّى بهم ، ومنه الراهط لجحر اليربوع ، لأنه يتوثق به ويخبأ فيه ولده ، والرهط يقع على الثلاثة إلى العشرة ، وإنما جعلوا رهطه مانعاً من إنزال الضرر به مع كونهم في قلة ، والكفار ألوف مؤلفة ؛ لأنهم كانوا على دينهم ، فتركوه احتراماً لهم لا خوفاً منهم ، ثم أكدوا ما وصفوه به من الضعف بقولهم : { وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } حتى نكفّ عنك لأجل عزتك عندنا ، بل تركنا رجمك لعزة رهطك علينا ، ومعنى لرجمناك لقتلناك بالرجم ، وكانوا إذا قتلوا إنساناً رجموه بالحجارة وقيل : معنى لرجمناك لشتمناك ، ومنه قول الجعدي :
تراجمنا بمرّ القول حتى *** نصير كأننا فرسا رهان
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.