الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَٰبَنِيَّ ٱذۡهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيۡـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (87)

{ يبَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ } ولا تيأسوا من روح الله سيروا واطلبوا الخبر ، من يوسف وأخيه : وهو تفعّلوا من الحسّ يعني تتبّعوا ، قال ابن عباس : إلتمسوا ، { وَلاَ تَيْأَسُواْ } ، أي لا تقنطوا ، من روح الله : من فرج الله ، قال ابن زيد وقتادة ، والضحّاك : من رحمة الله ، { إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } .

يُقال : سُئل ابن عباس عن الفرق بين التجسّس والتحسّس فقال : لا يبعد أحدهما عن الآخر إلاّ أنّ التحسّس في الخير والتجسّس في الشرّ ، الحسن وقتادة : ذكر لنا أنّ نبي الله يعقوب لم ينزل به بلاء قط إلاّ أتى حسن ظنّه بالله من ورائه ، وما ساء ظنّه بالله ساعة قط من ليل أو نهار ، الحسن عن الأحنف بن قيس عن ابن عباس بن عبدالمطّلب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" قال داود : [ إلهي ] أسمع الناس يقولون إله إبراهيم وإسحق ويعقوب فاجعلني رابعاً : فقال : لست هناك ، إنّ ابراهيم لم يَعدل بي شيئاً قط إلاّ اختارني ، وإنّ إسحاق جادَ لي بنفسه ، وإنّ يعقوب في طول ما كان لم ييأس من يوسف " .