ثم لما ذكر سبحانه مما يستحقه الكفار من العذاب في الأولى والأخرى ، ذكر ما أعدّه للمؤمنين ، فقال : { مَّثَلُ الجنة التي وُعِدَ المتقون تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } أي : صفتها العجيبة الشأن التي هي في الغرابة كالمثل ، قال ابن قتيبة : المثل الشبه في أصل اللغة ، ثم قد يصير بمعنى صورة الشيء وصفته ، يقال : مثلت لك كذا أي : صوّرته ووصفته ، فأراد هنا بمثل الجنة صورتها وصفتها ، ثم ذكرها ، فقال : { تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } وهو كالتفسير للمثل . قال سيبويه : وتقديره فيما قصصنا عليك مثل الجنة . وقال الخليل وغيره : إن { مثل الجنة } مبتدأ والخبر { تجري } . وقال الزجاج : إنه تمثيل للغائب بالشاهد ، ومعناه مثل الجنة جنة تجري من تحتها الأنهار ، وقيل : إن فائدة الخبر ترجع إلى { أُكُلُهَا دَائِمٌ } أي : لا ينقطع ، ومثله قوله سبحانه : { لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } [ الواقعة : 33 ] وقال الفراء : المثل مقحم للتأكيد ، والمعنى : الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار ، والعرب تفعل ذلك كثيراً { وِظِلُّهَا } أي : كذلك دائم لا يتقلص ولا تنسخه الشمس ، والإشارة بقوله : { تِلْكَ } إلى الجنة الموصوفة بالصفات المتقدّمة ، وهو مبتدأ خبره { عقبى الذين اتقوا } أي : عاقبة الذين اتقوا المعاصي ، ومنتهى أمرهم { وَّعُقْبَى الكافرين النار } ليس لهم عاقبة ولا منتهى إلاّ ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.