ثم امتنّ سبحانه عليهم بأن جميع ما هم متقلبون فيه من النعم هو منه لا من غيره ، فقال : { وَمَا بِكُم من نعْمَةٍ } أي : ما يلابسكم من النعم على اختلاف أنواعها فمن الله ، أي : فهي منه ، فتكون ما شرطية ، ويجوز أن تكون موصولة متضمنة معنى الشرط ، و{ بكم } صلتها ، و{ من نعمة } حال من الضمير في الجار والمجرور ، أو بيان ل«ما » . وقوله : { فَمِنَ الله } الخبر ، وعلى كون «ما » شرطية يكون فعل الشرط محذوفاً ، أي : ما يكن ، والنعمة إما دينية وهي معرفة الحق لذاته ، ومعرفة الخير لأجل العمل به . وإما دنيوية نفسانية ، أو بدنية ، أو خارجية ، كالسعادات المالية وغيرها ، وكل واحدة من هذه جنس تحته أنواع لا حصر لها ، والكل من الله سبحانه ، فعلى العاقل أن لا يشكر إلاّ إياه ، ثم بين تلوّن الإنسان بعد استغراقه في بحر النعم فقال : { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضر فَإِلَيْهِ تَجْأرُونَ } أي : إذا مسكم الضرّ أيّ مس ، فإلى الله سبحانه لا إلى غيره تتضرّعون في كشفه ، فلا كاشف له إلاّ هو . يقال : جأر يجأر جؤوراً : إذا رفع صوته في تضرع . قال الأعشى يصف بقرة :
فطافت ثلاثاً بين يوم وليلة *** وكان النكير أن تطيف وتجأرا
والضرّ : المرض والبلاء والحاجة والقحط وكل ما يتضرر به الإنسان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.